بالمنطق يا شيخ علي: سيوفك (كِترَتْ)..!!! صلاح الدين عووضه [email protected] ❊ فالشيخ علي عثمان طه استلَّ سيفاً آخر بالأمس خلاف ذاك الذي كنّا قد أشرنا إليه من قبل.. ❊ والثاني المسلول هذا قُصد منه هذه المرة قطع أعناق الفساد.. ❊ أما الأول فهو كان يستهدف أعناق الذين يسعون إلى النيل من الرئيس.. ❊ والأول ذاك سميناه (سيف على البتَّار) اتساقاً مع شواهد تاريخية لا يعرف فيها الحاكمون بإسم الإسلام السياسي (الهزار!!) في مثل هذه المسائل.. ❊ أي في كل الذي يتهدد كراسي حكمهم.. ❊ فسيف النائب الأول ذاك سبقته سيوف مشابهة عديدة منذ أن قيلت عبارة: (فمن أبى فهذا) الشهيرة في حضرة معاوية والسيف مُلَّوحٌ به عالياً في الهواء.. ❊ فهناك سيف يزيد بن معاوية، وسيف زياد بن أبيه، وسيف الحجاج بن يوسف، وسيف أبي العباس السفاح.. ❊ فالسيوف (البتَّارة) التي من هذه الشاكلة لم تُغمد من لدن حقبة الملك العضوض وحتى زماننا هذا.. ❊ فهي تستلُّ من أغمادها لتُرفع منذ لحظة رفع شعارات الإسلام وتُحشر عوضاً عنها في الأغماد هذه مقاصد الدين العليا، وسماحته، وحثِّه على الطُهر والعفة والنزاهة.. ❊ والعفة هنا معنيٌّ بها عفة اليد واللسان معاً إتساقاً مع الحديث الشريف القائل: (إنما بُعثت لأُتمِّم مكارم الأخلاق).. ❊ وعفة اللسان هذه اضطرنا إلى الإشارة إليها حديث النائب الأول في سياق تعهده بضمان عفة اليد عن ضرورة انضباط الإعلام بأخلاقيات المهنة.. ❊ وأضاف شيخ علي قائلاً في السياق ذاته: (مهما بلغت بنا الخصومة ينبغي أن لا نمس قيمنا وضوابطنا الأخلاقية).. ❊ طيب يا سيادة النائب الأول؛ (بذمتك) من أحق بكلامك (الجميل) هذا: الذين يسيئون إلى القيم والضوابط هذه من زملائك الحاكمين بإسم (الإسلام!!)، أم الناس الذين يُقال عنهم أنهم على (دين!!) ملوكهم؟!.. ❊ فتاريخ السودان السياسي منذ حقبة ملوك النوبة وحتى حقبة الحزبية الأخيرة لم يشهد (تردياً!!) في قيم الحديث (الرسمي!!) مثل هذا الذي يحدث في حقبة (المشروع الرسالي من أجل إعادة صياغة الإنسان السوداني!!).. ❊ فهل المطلوب من إعادة الصياغة الرسالية هذه أن يتشاتم أفراد الشعب السوداني بعبارات من قبيل (أولاد الحرام) و (الحس كوعك) و (أبقى راجل أطلع لينا الشارع) و (يا متردية يا نطيحة) و (يا شحاتين) و (ياقليلين الأدب)؟!!. ❊ أين (السيف) الخاص بهؤلاء إذاً يا شيخ علي في إطار الإنتصار لل (دين!!) و (القيم!!) و (الضوابط!!)؟! ❊ ثم نأتي الآن إلى السيف الخاص بالفساد.. ❊ فقد قال النائب الأول أن سيف الحكومة (سيظل مشرعاً لمحاربة الفساد).. ❊ ولو قال شيخ علي أن سيف الحكومة سوف (يُشرع) لمحاربة الفساد لتفاءلنا خيراً؛ ربما.. ❊ ولكن أن يقول (سيظل مشرعاً) بما يعني أنه (كان!!) وسيبقى كذلك فهذا ما يجعلنا نتمسَّك بصدقية توصيفنا لنوع السيوف الوحيدة التي (تشتغل!!) تحت رايات الإسلام السياسي.. ❊ ونعني بالإسلام السياسي هنا ذاك الذي تتخذه بعض الإنظمة مطيةً من أجل التمكين (الدنيوي!!) دون (الديني!!).. ❊ فهي سيوف (بتَّارة) جداً تجاه من يسعون إلى تقويض التمكين الدنيوي هذا بإسم الإسلام.. ❊ أما تجاه ما يسفر عنه بالضرورة مثل هذا الفساد من تمكين فهي سيوف (ترتَّارة!!).. ❊ فهي (تترتر!!) نحو الخلف بحسب التعبير الشعبي ولا تقطع عنقاً للفساد أبداً.. ❊ ثم دعك مما تضجُّ به الصحف وتقارير المراجع العام وقاعات البرلمان ومجالس المدينة من قبضٍ على رقاب مفسدين ب (عينهم!!) انتظاراً لسيفك يا شيخ علي.. ❊ فالرد المتوقع على مثل هذا الذي يُثار هو: (وما الدليل؟!) حتى وإن كاد الدليل هذا أن يصرخ: (هنذا!!).. ❊ دعك من ذلك يا سيادة النائب الأول إذاً ولنعقد مقارنة سريعة بين نظامكم (الرسالي!!) هذا وبين آخر سابق لم يُرفع فيه شعار إسلامي واحد.. ❊ مقارنة في جانب ينظر إليه نظامكم (الإسلامي!!) هذا على أنه (مشروع!!) لا يأتيه الفساد من بين يديه ولا من خلفه.. ❊ فقد حكى لي أستاذنا إدريس حسن أن وزير المالية في النظام الديمقراطي الثاني غير (الرسالي!!) كان قد خصص عربة (هنتر) واحدة لكل وزير تقديراً لظروف البلاد الإقتصادية آنذاك.. ❊ (هنتر) يا شيخ علي ولم نغلط في اسم نوع العربة.. ❊ والوزير ذاك كان هو الشريف حسين الهندي الذي لم يدَّع يوماً أنه أحد (الصحابة الجدد!!).. ❊ أتدري كم كان يساوي جنيهنا السوداني في (الظروف الإقتصادية!!) تلك المذكورة يا أستاذ علي؟!.. ❊ كان يساوي ثلاثة من الدولارات الأمريكية8238;.. ❊ أما في عهد الإنقاذ (الرسالي!!) هذا فالوزراء يحظون بمثنى من (الفارهات!!) وثلاث ورباع رغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها بلادنا.. ❊ ونحن نتحدث هنا عن (الفارهات!!) وليس (الفاتنات!!).. ❊ ثم يحظى بالشيء نفسه كثير من الولاة والمسؤولين والمتنفذين.. ❊ بل حتى كثير من ضباط بعض الأجهزة النظامية أنفسهم يا شيخ علي.. ❊ ولكن السيف الوحيد الذي نراه (مُشرعاًَ!!) هو المتوارث من عهد (فمن أبى فهذا!!).. ❊ وستظل أعناق الفساد سليمةً بكامل صحتها وعافيتها.. ❊ وكل منها له(عنقرة!!!).