[email protected] تعتبر مدينه حلفا القديمه ،هى المدينه التى تجرعت وبلعت طعم الخدعه الكبيره من قبل الحكومتين السودانيه والمصريه فى مأساة تاريخيه تم فيها اعدام أقدم وأعرق مدينه فى التاريخ وتم ترحيلهم قسرا الى بيئه غير بيئتهم دون تعويض كافى ومجزى لما فقدوه من منازل وزروع وفوق كل ذلك تاريخ وحضاره عمرها آلاف السنين كحضاره نوبيه تعتبر من أهم الحضارات وأقدمها على الأطلاق. فقد بدأت محنة النوبيين فى جانبى مصر والسودان فى العام 1902 عند قيام خزان اسوان فأختفت بعض القرى فى الجانبين ثم تمتعلية الخزان فى العام 1912لتخفى مزيد من القرى حتى أتى العام 1932 لتختفى جميع قرى النوبيين ليشيدوا قرى أخرى بديله بأعتبار أن ذلك هو آخر أحزانهم. وبعد أكثر من ثلاثين عاماصدر القانون رقم 6والخاص بنزع أراضى النوبيين والتعويض المجزى والمناسب لهم وتم تقييم التعويضات ب 3600000من قبل الحكومه وبالرغم من التساهل فى التقييم فقد تم قبول الأمر الواقع الا أن الحكومه عادت وخفضت قيمة التعويضات الى 1700000ثم تم خصم 500000. وفى 15مايو 1964وذلك هو التاريخ الذى تم فيه تحويل مجرى النهر ولتحقيق هذا الغرض تم ترحيل نوبى مصر الى كوم أمبو واسنا فى ظروف شابها الكثير من الاستعجال وضياع الحقوق، الى أماكن غير مناسبه وغير ملائمه بالمره والى الآن مازال نوبيى مصر يحملون ملفا عمره مائة عام ويزيد يتوارثونه جيلا بعد جيل للمطالبه بما أقرته الحكومه وصاغت به قانونا لم توفى به . أما نوبيى السودان الذين ضحوا بمدينتهم فقد كانت قيمة تويضاتهم 35مليون تنازلت الحكومه عن 20مليون ليتم تعويضهم ب 15 مليون فى تساهل وتفريط لحقوق مواطنين فقدوا الكثير مقابل هذه التعويضات. لم تكن هذه هى آخر الأوجاع والآلام وكأن التاريخ يعيد نفسه اليوم نرى المناصير فى أعتصامهم وهم يطالبون بحقوق أقرتها الحكومه ونرى التسويف والمماطله للتنفيذ ، وآخرها ما اشترطه الرئيس من فض الاعتصام أولا ثم الأيفاء بالحقوق فى كذبه وخديعه أخرى تضاف الى ما تم اطلاقه من وعود كاذبه شبع منها أهل المناصير...فليعلم السيد الرئيس أن الكذب والتدليس والخداع وعدم الايفاء بالعهود عمره أكثر من مائة عام وأن هذه الوعود وقبض الريح صاحبت كل السدود التى اقيمت فى هذا الجزء من السودان....فأمامه واحد من حلين أما الحل أو التغيير. فالمناصير لن ينخدعوا مره أخرى فمسلسل الخداع قد توقف عندهم ولن ينتقل عبرهم الى غيرهم.