[email protected] عودة لبدأ فقد سبق لي أن تشرفت نشرت عبر جريدتكم ألغرائه موضوعا تحت أسم الفرق بين الوزراء في الصين والسودان وهاهي الأقدار تلعب دورها بان يتم إعلان تشكيل وزاري جديد بعد مخاض لولادة متعسرة وبجنين مشوه ينقصه الوفاق الوطني الصادق بين أبناء الوطن الواحد في بوتقه أسمه السودان بعد أن بتر جزء من جسده والذي أصبح شكله في الخريطة غير مألوف لكثير من السودانيين . ومن المبالغات ما يتكرر في المشهد السياسي السوداني من الخلطة السرية التي كثيرا ما تستعمل في الحكومات المتعاقبة منذ استقلال وطني السودان . هنا نجد أن ما تحدثت عنه بمقالي السابق الآن معاش كيف لدولة لديها أكثر من (75) وزير مرورا بوزير دولة وما يلزم من مخصصات تقدير بالمليارات وقد فقد أكثر من /80%/ من إيرادات البترول . السؤال الذي يفرض نفسه لماذا كل هذا الإهدار من المال وفي الوقت نفسه نسمع عبر وسائل الإعلام عبر اللقاءات لوزير المالية المطلوب ربط الأحزمة وشد البطون والرجوع للكسرة ..الخ وما يعشه أهلنا من واقعًا مريرًا من تدهور غير مسبوق في الاقتصاد المحلي وتضخم مالي صاح من أجله العباقرة في الاقتصاد محذرين من الكوارث المآلات التي ستنجم . وفجأة نجد نفسنا في دوامة أخرى تشكيل وزاري يضم أكثر من /14/ حزب في غالب الأمر هم نسخة كربونية مهجنة للحزب الحاكم ولو اختلف طرحهم السياسي والإعلامي بعض الشيء . ونحن بحق المواطنة نناشد ضمائر الذين في أيديهم الحل والعقد من الأحزاب بألوان اللطيف المختلفة والحكومة المنتخبة . أين حق المواطن البسيط بالفاشر ووادي حلفا وكادقلي وبور تسودان . كيف يعيش وراتبه الشهري لا يكفيه خبز حاف أو قيمة دواء لعلاج أبنه المريض علما بان موظف التأمين الطبي يمر شهريا على المنازل ويجمع منها الجباية الخاصة بالتأمين وكذلك التعليم حضرة إلينا أختي من السودان بزيارة للسعودية وكنت ألح عليها بالأسئلة المتعددة والمتنوعة عن الوضع المعيشي وكيف لهم مسايرة الغلاء بالسودان وهي موظفة بالدولة وعن مستوى المعيشية وما مدى المعاناة اليومية التي تواجهها فقالت لي في السابق كان الواحد عندما يريد أن يوسع في منزله عندما يكبروا الأولاد والبنات للفصل بينهم في المنام يقوم ببناء غرفة لكل من الجنسين للفصل الشرعي بينهم في النوم أو الحاجة الملحة للمنافع الضرورية للحياة ولضيق ذات اليد يفكر في أن يدخل في صندوق ليصرفه حتى يكمل بنائها . أما الآن إذا كان لديك أبناء بالمدارس عليك أن تدخل صندوق لكي تدفع لهم المصروف المدرسي والرسوم والكتب التي يحتاجها الطالب العادي وهذا دليل كافي لسؤ الحالة الاقتصادية وقد حضرت لي ندوة بقناة الجزيرة وكان بها وزير الطاقة السودانية ناقشوا فيها المخصصات المرصودة للتشكيل الوزاري يكفى ميزانية التعليم بالسودان وان لم يكن أكثر من /70%/ منها هي فقط مخصصات لرئاسة الجمهورية . فيكف لي ببركم أن يكون هنالك ديمقراطية تتغنى بها الحكومة . وبالطبع لا يخفى على الجميع ما يجري بالسودان الحبيب تمزق وتشرذم . ودعونا نقول يكفي تجارب فينا للنظريات من الطبقة العليا ونخبة المجتمع من السياسيون لأنهم ينسون أو يتناسون الشريحة الكبيرة من الشعب السوداني الذي يعيش تحت خط الفقر كما تصفه التقارير الأممية والإقليمية المتخصصة عبر دورياتها العلمية المحكمة . إنني لست من مروجي الفوضى أو الحض على الظاهر والخروج عن المعهود ولكنني مواطن مسحوق أعيش الكفاف وبين يدي عائلة وأشعر بآلام التي تصيبني من جراء السياسة الحمقاء التي تسابق بها بلادي السودان وعدم الاعتراف بالرأي الآخر وأخوتي من الشعب وربما غيري لا يستطيع أن يوصل صوته أو معاناته للجهات المسئولة بالدولة ما يعرف عنا كشعب سوداني نحترم بعضنا البعض فقط أقول لو أن صباح غدا رفع الشعب السوداني صوتهم توتيره واحده وقال كفى تلاعب بمصيرنا . ولا نخالفكم شكلوا وبدلوا ونظروا كما تشاءون ولكن . أنظروا في أين نعيش نحن من الفقر والجهل والمرض والعوز . ويقيني انه هنالك من سيسبني عندما يقرأ مقالي هذا ويصفونني بالمعارض أو طابور خامس ..الخ . ولكن فقط أريد أن تصل رسالتي هذا للجهات ذات القرار النافذ بالسودان لأنني اشعر بأنهم مغيبون عن الواقع المرير الذي نعيشه نحن كشعب عبر التقارير الوردية التي يقرؤونها والتي ترفع لهم بدون النظر إلى الجزء الأخر من الكوب اقصد المهمشون من أبناء الشعب الذي صوت بصوته لهم لقيادة البلاد والعباد وهم بالطبع مشغلون في اجتماعاتهم التي تعمل في تطوير البلد ولكن بهذه الطريقة يبدوا أنها تقارير عكس الواقع الفعلي . نأمل منهم اليقظة في إنقاذ المواطن من مغبة هذا التدهور المروع في اقتصاد البلاد وأن تكون المشاركة الوزارية بصورة حقيقة وبدون محاباة أو مصالح سياسية تصب في مصلحة جهة بعينها ويكون الصوت الغالب صوت الوطن الأم الذي يجمع السودانيون بصورة كبيرة . والله من وراء القصد وهم المستعان ،،، عدلي خميس Email; [email protected]