[email protected] الغربة تجبرنا على متابعة قنواتنا السودانية لارتباطات وجدانية .. ووطنية؛ لكي لا تصبح غربتنا غربة مكان وغربة زمان. وحرصنا على متابعتها يحتّم عليها احترامنا وتقديرنا وبث مادة إعلامية ترسّخ لهويتنا السودانية، وتجعلنا نزيد من ارتباطنا بوطننا من خلال عكسها للعمليات التفاعلية للمجتمع وتقريبها لكل من أجبرته الظروف للتغرب عن وطنه جسداً لا روحاً. إلا أن الإعلام السوداني يعاني خللاً ما ولا استثني أحداً (إذاعة - تلفزيون – صحافة)، فهذه الأجهزة أصبحت تدور في فلك النمطية، والمحسوبية، والصراعات الشخصية، وإقصاء الآخر، ولا تحقق أي هدف من أهدافها، أو دور من أدوارها المنوطة بها، بالرغم من أهميتها التي يجهلها الكثير من الإعلاميين .. فكثير منهم لا علاقة له بهذه الأجهزة فوجد نفسه قد تحصل على وظيفة (بقدرة قادر) في إحداها.. ولتدارك الأمر ومواكبة متطلبات الوظيفة ينتدب أو يلحق بدبلومات أو دورات تدريبية بالجامعات، أو المراكز المتخصصة، بالرغم من الكم الهائل من خريجي الإعلام العاطلين عن العمل. جذب انتباهي برنامج (حزمة ضوء) الذي يعرض يوم الجمعة بتلفزيون السودان فهو كمحتوى يجذب المشاهد بمضمونه الهادف ومحتواه المتنوع ومادته الدسمة والمفيدة .. إلا أن البرنامج يكاد يصل بك إلى حد الاستفراغ النظري بسبب مقدمته (إيناس محمد أحمد) التي تفتقد إلى الحضور والجاذبية والفقر الإعلامي في إدارة البرنامج، والتنوع في المداخل لخلق انجذاب أكثر للمشاهد. لم تكن إيناس محمد احمد في قامة البرنامج ليس بسبب الصورة الذهنية للمشاهد بارتباطها ببرامج الأطفال بل للأسباب أنفة الذكر. ومن خلال متابعتك للبرنامج تجد أنها تستخدم أحيانا اللهجة المصرية في بعض الكلمات (وجدان/وقدان) ولا أدري هل هي محاولة لطمس الهوية السودانية أم تأثر بالقنوات المصرية. ما يوجع قلوبنا أن سوداننا مليء بالمواهب في المجال الإعلامي، واستوديوهات أكبر القنوات تشهد على ذلك سواء العربية أو العالمية. فهل ستفتح مؤسساتنا الإعلامية أبوابها لشبابنا الموهوب والواعد عبر الكفاءة فقط؟