مسألة الهوية ما زالت قائمة؟؟ امال عباس ٭ اصطحاب المكون التاريخي بكل عوامله السياسية والاقتصادية والثقافية امر في غاية الاهمية لتقييم الواقع واستشراف المستقبل.. والذين يعتقدون ان هذه المسألة حسمت بانفصال الجنوب عليهم ان يقفوا عندها مليئاً. ٭ دكتور حسن مكي في مقدمة كتابه الثقافة السنارية المغزى والمضمون قال «الكتابة عن مملكة سنار ليست بالقليلة وعلى الاقل باللغات الاجنبية الانجليزية على وجه الخصوص.. ولكن القليل من هذه الدراسات ينفذ الى لب القضية وجوهرها وذلكم هو مغزى ومضمون الثقافة السنارية في حركة التاريخ السوداني ومغزى ذلك المضمون بالنسبة لحركة الصراع الثقافي والمرتكزات الفكرية والثقافية والنظرة الفاحصة لمناهج التاريخ والتربية. ٭ والثقافة في الجامعات والمدارس تكشف عن الاهمال المتعمد لتاريخ هذه الحقبة.. حيث لم يتعرض لها المنهج الدراسي الا بصورة شكلية وسطحية مع ان الحقبة تمثل الاساس المتين الذي يرتكز عليه المجتمع السوداني بمقوماته الاجتماعية والثقافية.. لقد ظل تاريخ هذه الحقبة مطويا واذا عولج عولج معالجة سريعة وهامشية مع ان هذه الحقبة هي الاطول من الناحية الزمنية «713» عاما مقارنة بمائة وستين عاما هي عمر الحقب الاخرى من تركية ومهدية واستعمارية ووطنية. ٭ كما اوضح دكتور حسن مكي ان القضية الاساسية التي امامنا هي تحديد الهوية وسط كل هذا التاريخ الطويل بدلالاته ومعطياته بدلا من ان نتجه الى المغالطات والتراشقات تاركين الواجب المقدم وهو الحوار من أجل اقامة الوطن الواحد الذي لا تختل فيه الموازين فاختلال الموازين يؤدي الى الانفجار لا محالة». ٭ من هذه الحقيقة تكبر امامنا اهمية معرفة ذاتنا الثقافية ومداخلها مجتمعة حتى تنفتح لنا الابواب الآمنة التي تلج من خلالها عملية البعث الحضاري التي تنتظرنا.. وهي عملية شاقة وصعبة صعوبة مكوناتنا العرقية والمعتقدية والثقافية ومن هنا ايضا يصعب علينا الحكم السهل.. مثلا انا لا استطيع القول ان السوداني عربي او زنجي.. مسيحي، او مسلم، ولكن اقول السوداني وهذا يعني كل هذه المكونات واسقاطاتها. ٭ فلننظر الى اي تجمع سودانيين نجد اختلاف الالوان والملامح هناك صاحب او صاحبة العيون الزرق.. والشعر الاشقر هناك اصحاب اللون الداكن والشعر «الاكرت» وهناك الاسمر والاصفر وخاتف اللونين والقمحي والاخضر.. وهناك الذين يتحدثون العربية.. والذين يرطنون الى جانب العربية السليمة والمكسرة.. واللهجات في السودان كثيرة تصل الى الخمسمائة او اكثر.. في الغرب والشمال والشرق.. وهناك المسلم والمسيحي والوثني.. لكننا كلنا اهل السودان.. ويجب ان يكون السودان وطننا الواحد بالرغم من ذهاب ذلك الجزء الحبيب. ٭ الشيء المطلوب في هذه المرحلة بالذات هو اقامة الحوار الفكري الحوار المنطقي الواقعي القائم على الاعتراف بالآخر.. الذي يجعلنا نصطحب الايجابي من كل معطيات حضارتنا القديمة لنواكب مسيرة الالفية الثالثة ونتجاوز المحطات القديمة التي لا نستطيع مبارحتها ونحن نلوك تساؤلات خاوية هل نحن عرب ام زنوج مسلمون ام مسيحيون. ٭ يجب ان تبقى الحقيقة الساطعة القائلة نحن كل هذا.. وبالتنمية والعلم والوحدة الوطنية تعتدل موازين السلطة والثروة معاً. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة