[email protected] الامة السودانية من اعرق الامم منذو نشئ الخليقة تجانست من غير نشاذ تداخلت من غير احقاد تصاهرت من غير تعالي ، وانتجت مجتمع ملئء بالخير والتوادد والتراحم حتى اصبحت العادات والاخلاق السودانية مضربا للامثال في الامانة والتراحم والترابط الاجتماعي العميق الذي يذوب في دواخله الغني مع الفقير الصحيح مع العليل فتجدهم في اي تجمع حزنا كان او فرح فمن الصعوبة بمكان ان تميزهم بوضعهم الاجتماعي ، وعند الشدائد والازمات يهبون من غير تراخي للهفة المحتاج ،لاينوم جائع في وسط اي مجموعة في الحضر او القرى ،وضربوا اروع الامثلة في الشتات والمنافي والغربة من صفات نادرة في هذا الزمن ، امة بهذه الصفات ماذا جنت حتى تصير الى ما صارت اليه من فقر وحروب وتشرد ولجوء وهروب الى المنافي والغربة ، في الماضي السحيق وجدت امما سادت ثم بادت وعجل لهم العذاب بما اقترفوه من معاصي فقوم ثمود وعاد وصالح ولوط كلهم اهلكوا بفعل خطاياهم ، ولكن ماذا جنينا حتى يسلط الله علينا هؤلاء الكيزان الاغراب عننا في كل شي كما النبت الشيطاني الاتى من كوكب اخر ، فافرطوا عقدنا الاجتماعي بعد طول الفة ومودة وشردونا بعد طول ارتباط بالارض قتلونا بعد طول حياة في القرى والهجر، دارفوركانت مرتع وملاذ لكل اهل السودان من غير من ولا اذى جنوب كردفان والنيل الازرق والشرق والشمال والوسط المضياف كل هذه النواحي كانت مفتوحة لكل قبائل السودان تداخلوا وتصاهروا واخرجوا جيلا جديد لا يؤمن بالجهوية او القبلية جيل من اروع الاجيال خليط وهجين يحمل عصارة الاصالة والطيبة من جينات كل الاعراق فتجد في اي حي او اي مدينة كل قبائل السودان في تناغم وتوادد في كل مناحي حياتهم ،ولكن بظهور ليل نظام الانقاذ تلاشت كل هذه الروابط واتتنا الاحقاد والنعرات القبيلة ومزقت الوطن واجبرت المواطن الى التخندق والركون الى الى القبيلة كما في سوالف العصر (واقبيلتاه) ، اذا رجعنا بالذاكرة قبل سنين عجاف النظام سنجد الامة السودانية تجتمع لفعل الخير والبناء والان معظم شرائح مكونات فسيفساء الوطن تحلم بان توصل صوتها عبر القتال ودونكم ابناء دارفور وكردفان والشرق والنيل الازرق وقريبا المناصير ومجموعة الوسط لماذا تطرفنا واصبحنا لانطيق ولانحترم بعضنا كل هذا من فعائل قوما اتونا خلسة في زمن يباب واعملوا فينا معاول الهدم للقيم والعادات الجميلة الموروثة فاصبح المجتمع في حل من اي اخ او جار يطلب نجدته وتبلدت مشاعرنا وادخلت فينا عادات كن نعيبها كالسرقة والفساد وشرعنت في عهد المؤتمرجية واصبح الفاسد والقاتل لا يستحي من هكذا عادات ولا استحاء من فعل اي منكر لا بل فجور في ممارسة هذه العادات ويترقى الفاسد ويسود ويصبح نجم مجتمع برغم فساده.واحتقرنا الكرامة الانسانية واثرنا الابتعاد عن ان نثور لكرامتنا هل هذا هو شعب السودان الابي المقدام صاحب الهمة العالية والهامة المرفوعة ، لن يحدث تغيير حتى نعود لسودانيتنا المفقودة لان السودانية تعني الكرامة والشرف والسؤدد ورفض الظلم والاقصاء تعني الكثير في عالم الانسانية ، نحتاج الى معجزة ومخلص حتى يعبر بناء الى مرافيء الكرامة ، كفرنا بالاحزاب وكفرنا بمدعيي التغيير وفي وقت المحك تباع القيم والمبادي من اجل منصب زائف او كرسي معطون بالدماء والفساد، الامة السودانية في حوجة ماسة الى جيفارا لكي يجمع جميع الثوار من مشارق الوطن ومغاربها يقنعها بحتمية كامل التغيير لكل مناحي حياة الوطن لا تغيير مناطقي او قبلي ، كل السودان في حضرة التتار الجدد مقصى ومبعد ومحتقر نريد منقذ يطرح مانفستو الخلاص عن ايمان عميق بمبداء المواطنة للكل التي تحترم فردها من غير اي تمييز ، نريد من يصدح في وجه الظلم وتلتف حوله سواعد الثوار ، بالامس فقدنا خليل الذي يمثل جزءا من ثوار الوطن بعقلية اثنية ومنهج فكري يمثل قبيلته ومنطقته وغبنه على نظامه السابق لذا لم نحلم يوم بالتغييرالاتي من رحم حركته ولكنه فقد لنا ، وقبلها حلمنا بعشم التغيير وحلم السودان الجديد بقيادة عقار والحلو ولكن وجدناهم هم انفسهم يحملون هموم مناطقية وحزبية تمثل فكر وجهة معينة لا نرفضها بل نتبنى افكارهما ودعوتهم و نعتبرهم جزءا من طرحنا الشامل المرتجى ، وايضا فقدنا الامام الصادق والميرغني بدخولهما في حكومة الانقاذ الثانية ومسحناهم من ذاكرتنا في امل ان يقودوا اي تغيير لاننا لا نصدقهم وفقدنا الثقة في اي طرح يطرح مستقبلا من اي منهما ، وفقدنا وفقدنا ولا زلنا نفقد في كل يوم من من يثور على نظام الانقاذ بدوافعه ولكن النتاج النهائي عدم اقناع قاعدة عريضة لكي يمثلها ،نريد شخصا تجتمع في طرحه كل مطالبنا بغض النظر عن انتماءتنا الفكرية او الجهوية او الاثنية ، نريد موحد لهمومنا لانقاذنا من الانقاذ، كل هذه الصفات لاتجتمع الا في ثائر من رحم هذه الامة الولادة له قدرات خلاقة ونهج سليم وطرح جامع يقود الى الخلاص تحت اي كيان جامع كاودا المسلحة او الهبة الشعبية ولكن المهم ان يمثل مظالم دارفور ووجع جبال النوبة وقتلى النيل الازرق وظلم المناصير وفقر الشرق وافقار الوسط والشمال ، نريده سوداني فيه صفاء الشمال ورباطة جأش الشرق وسماحة الوسط كرم كردفان وطيبة دارفور ، نريده مؤمن بتنوع العقائد والافكار في معيته المسلم والمسيحي ولاديني الشيوعي والبعثي وحزب الامة والاتحادي وكل المعتدلين طرحا وفكرا وعقيدة ، لانريد التطرف نريد الاعتدال من غير انكسار في مواجهة الجلادين ، انا متفائل وكلي قناعة بظهور هذا المخلص من رحم عذاباتنا في شكل شخص او مجموعة تطرح نفسها بقوة وسوف تجد الدعم والمؤازرة من كل مقهور ومبعد ومن هو في شوق ووجل للثورة على هذا النظام القاتل المتجبر. مودتي الراي العام