العصب السابع كيف قُتل خليل..؟؟ شمائل النور [email protected] قصدت الإنتظار ريثما تزول بعض الضبابية في تفاصيل عملية مقتل خليل ابراهيم ،لكن لم يحدث، لا زال سيل الروايات هادراً في مقتل زعيم العدل والمساواة..تعددت راويات تفاصيل وكيفية مقتل زعيم حركة العدل والمساواة،ولو أن الحكومة في الخرطوم إكتفت ببيان الصوارمي خالد سعد الأول لكان أفضل لها بكثير،ولو أن بعض القيادات السياسية في الحكومة التي هرولت نحو المايكروفونات لتدلي بدلوها إكتفت بالحديث عن تداعيات الحدث الكبير على الساحة السياسية وقضية دارفور لكان أفضل بكثير من الدخول في سرد تفاصيل عسكرية وأمنية متضاربة ولا تخدم القضية كثيراً،بل أجبرت كثيرين على التشكيك في دقة البيان الأول للقوات المسلحة ووضعت أمام الجميع إستفاهمات كبيرة حول من الذي قتل خليل..؟ لو إكتفت الحكومة بذلك لكذبت كل ما يخرج من بيانات من جهات أخرى غير الحكومة أو قلت درجة مصداقيتها حتى لو كان هذا البيان خارج من حركة العدل والمساواة. لم تكن الحكومة بحاجة إلي عقد مؤتمر صحفي لوزير الإعلام عبد الله مسار الذي كان قد وضع قمة اولياتها بعد القسم مباشرة ضبط الخطاب الرسمي وتوحيد القنوات حتى لا تناقض روايات الحكومة نفسها أو بعضها كالذي حدث ولم تكن أبداً بحاجة كذلك لمؤتمر صحفي لوالي شمال دارفور الذي كاد أن يعلن تبني العملية وهو بذلك يُكذب الرواية الرسمية للقوات المسلحة ،والي شمال دارفور قال ان خليل قُتل بمنطقة \"حقلية\" بمحلية الطويشة شمال دارفور ورواية الصوارمي تقول إن خليل قتل في معارك دارت في محلية ود بندة وتحديداً منطقة \"ام قوزين\" حيث قُتل هناك. ثم أعلنت القوات المسلحة ان الجثمان تم دفنه بواسطة قوات خليل نفسه بمنطقة المزرعة،ثم رواية اخرى تقول ان الجثمان تم دفنه في منطقة ام جرهمان..أما آخر رواية رواها القيادي قطبي المهدي هي أن جثة خليل بيد القوات المسلحة وبالتالي يُكذب قطبي المهدي رواية القوات المسلحة الرسمية ..كل هذه المعلومات المتضاربة تفتح أمامك باباً واسعاً للاستفاهمات..البيان الرسمي للحركة كشف عن معلومة جديدة وهي ان العملية تمت جواً وعبر صاروخ محكم التوجيه أصاب خليل في معسكره منذ يوم الجمعة الفائت...لكن البيان لم يُفصّل ان خليل مات في تلك اللحظة ام تعرض لجراح بالغة أودت بحياته فيما بعد..أيعني ذلك ان مواجهات حقيقية لم تتم بين قوات خليل والقوات المسلحة وان العملية تمت جواً..فلماذا إذاً أُعلن ان العملية تمت من الأرض.؟ إلي الآن لم تتكشف اية صور للجثمان أو على الأقل صوراً للمعركة التي دارت،وقد تكون هناك تحفظات،لكن خليل مات وفارق الحياة وهذا لم يعد فيه مجالاً للشك،لكن هل من الممكن أن يكون هناك طرف ثالث خفي في العملية.؟؟ ومرة أخيرة لو ان الحكومة اكتفت ببيان القوات المسلحة لكان أفضل بكثير. التيار 27-12-2011م