دعوة لوطن بتاريخ جديد(1) م.أحمد عمر طه [email protected] من الأمور التي لا يختلف عليها المهتمين بالتاريخ الانساني على المدى الطويل ان سمات المجتمعات تتغير جذريا في فترات زمنية قصيرة نسبيا لفترات الاستقرار التي تليها. فالثورة الفرنسية التي استمرت لعشرة سنوات من العام 1789 الى 1799 ولدت بعد ذلك فترة استقرار مجتمعي من الممكن ان نقول انها مستمرة لحد اليوم ، والأمثلة كثيرة ومن الممكن ان نستدل ايضا بمثال من واقعنا في السودان فمجتمع ما قبل الاستقلال لا يشبه ابدا مجتمع ما بعده ، بل من الممكن الذهاب لأبعد من ذلك و اعتبار اننا نعيش في حقبة زمنية واحدة منذ الاستقلال و الدليل على ذلك هو ان الاستقلال هو الحدث الأهم في تاريخنا منذ حدوثه، الغاية من هذه المقدمة المختصرة هو توضيح الموقف النفسي لمعظم اهلنا في السودان ، فالكل من ابناء بلدي لم يفكر ابدا في صناعة حدث اهم من الاستقلال يتغير به شكل المجتمع السوداني تماما ، و كل من استطاع الاقتراب بفكره من هذه المنطقة الوعرة حفزه غياب السيناريو لما بعد الحدث للهروب مسرعا في الاتجاه المعاكس. هنا تأتي الدعوة و هي دعوة واجبة التلبية لكل من يتفق على خطوطها العريضة، شئنا ام ابينا عاجلا ام اجلا سوف يتغير هذا المجتمع فاما ان يغيره المفكرون للأفضل و اما ان تغيره الحرب الاقتصادية للأسوأ. نعشق كسودانيين ترديد العبارات في صيغة الماضي ، و اللامبالاة بالمسقبل ، فلنعترف انه التشاؤم. استخدام الدين في السياسة يمنح القداسة للمشوهين نفسيا ليعطوا انفسهم الحق الالهي في التصرف بارواح الناس و ممتلكاتهم. فلننزع عباءة الماضي و نتخلص من التشبث ببطولات الأجداد فلقد اصبحوا تاريخا لا يؤثر على حاضرنا ، و لتسقط قيم الهوية المختزلة في قبائل و افخاذ ، فبعد نجاح سياسات كل الحكومات السودانية بعد الاستقلال في تفريق الشعب لسيادته، لنا ان نعلم انه و بمجرد التمسك بالقيم الإنسانية فقط نستطيع بناء شعب عظيم و مجتمع متماسك. استطيع تحسس شاعرية المقال و لكن واقعيته المتمثلة في كل شعوب العالم المتقدم التي تعتبر المنتوج الادبي و الفني في رأس قائمة اولوياتها، هي الدافع الاساسي لوضع هذه البذرة لعلها تجد طريقها للإثمار http://engahmedomer.blogspot.com/