العصب السابع إنذار المناصير..! شمائل النور حكمة فيها حكمة أن يتظلّم المناصير بميدان يحمل اسم العدالة، وهذا وحده يُثبت أن المناصير أصحاب نيّة نظيفة وبيضاء تتعشم عدالة ممن ظلم.. ما زال المناصير يلتفون في ميدان العدالة يتسولون حقهم، يعدون اليوم تلو الآخر ويعدون كل يوم دون حل يلوح في الأفق.. سمعنا أن اختراقاً حدث في ملف المناصير سوف يضع حلاً شبه جذري، كما قرأنا توجيه الرئيس بحل الأزمة.. لكن الواقع يقول العكس تماماً، المناصير ومنذ أن شرعوا في تسمية الجمع كان هذا انذاراً مبكر بلملمة أطراف الأزمة والنظر إليها بقليل من الجدية.. جمعة الأمس كانت جمعة الإنذار بعد جمعة المناصرة، ولو أن الأمر منذ بدايته كان إنذراً ملتهباً لكن لا حياة لمن تنادي.. هل يجود الواقع بحل لقضية المناصير، وإن كان هناك من يقول ألا حل يلوح في الأفق لا من قريب أو من بعيد، وبالرجوع إلى أصل الحكاية سوف يتفق الجميع دون اجتهاد أن المناصير ذهب حقهم مع الريح.. سؤال يتكرر دون ملل، حتى متى ينتظر المناصير؟ قطعاً ليس مدهشاً ألا يجد المناصير من يناصرهم من الجماعات التي لا تجد حرجاً أن تصف قضيّة مثل قضيّة المناصير بأنّها مُسيسة أو أنّ المناصير \"رأسهم قوي\" هذه المجموعات لا تتحرج أن تخرج لتناصر قضيّة لم يناصرها حتى بنوها الذين هم أكثر ضرراً، في ترتيب مخل للأولويّات.. لكن حماس المناصير وإيمانهم بقضيتهم لا يحتاج إلى دعم من مجموعات وحدهم يقدرون على انتزاع حقهم. لن يحل القوم شيئاً من حتمية ربيع سوداني حتى لو أنّهم أقسموا قسماً غليظاً أنّ الربيع السوداني غشانا قبل عشرين عاما ويزيد، بل تنسم السودان عبيره حتى أفاض على المنطقة العربية التي انتفضت الآن.. اعتصام المناصير أكمل أربعينه بالتمام وما زالوا في انتظار أن تُحل قضيتهم المزمنة ، فلم يرفعو سلاحاً بعد ولم يتمرّدوا التي هي ليست أكثر من حقوق واجبة السداد ومُقر عليها لكنّها مثل جملة قضايا يُراد أن تكون نسياً منسياً، وأن تحل بطريقة هذا على حساب ذاك.. قضيّة المناصير وغيرها لا تحتاج إلى تغليفها بنظرية مؤامرة أو مندسين لاستغلال سياسي القضية واضحة وحقة وإن لم تُحل القضية في موطنها هذه الأيام سوف تصل المركز وبعدها يكون ما يكون... المناصير لا زال شعارهم إحقاق الحقوق وليس إسقاط نظام أو مطلب تنحي أو تسليم سلطات لكن إن استمرت الحكومة تنظر للوضع كمباراة لكرة القدم سوف يأتي الربيع الذي يخشون.. فالثورات العربية خطّت درساً لبقية الشعوب فالمطالب يعلو سقفها درجة درجة كلما تعثّر تحقيقها وكلما تعنّت القوم عن الإقرار بالحقوق والاستهتار بتنفيذها، ولو أنّ حسني مبارك لم يُنزل بلطجيته إلى ميدان التحرير لكان ينعم بحياة إنسانية خارج أسوار المحاكم لكنّه تعنّت، وهكذا يستفيد صاحب كل مطلب. التيار