الطريق الثالث الصادق المهدي ومعارضة المعارضة! بكرى المدني [email protected] ليس من موقف لزعيم سياسي معارض في السودان واضح وفاضح مثل موقف الإمام السيد الصادق المهدي فالرجل مصنف في قائمة المعارضيين للنظام الحاكم ولكنه وبما يقول يضع نفسه في خانة الطابور السادس بالنسبة للمعارضة والتى يحمل معها ذات الأهداف ولكن لا لتحقيقها وانما لتكسيرها ! ولو لم يكن الرجل (الصادق المهدي) لصدقنا كمراقبين انه يقوم بدور مرسوم له بدقة ومدفوع الثمن (على داير المليم) ولكن وبما ان الرجل هو الصادق المهدي (بحالو!) فنقدر انه يلعب دور الطابور السادس – بلا تخطيط منه او من آخرين وبلا مقابل وان كان ثمة ثمن لهذا الدور فالسيد الإمام يعلم ان بعض الخاسرين من اسقاط النظام اليوم ابنائه في السلطة الخاصة و العامة (عبدالرحمن في القصر والبشرى في الجهاز)وهذا ما يجعل – في تقديري – السيد الإمام (الأب) وهو في هذا العمر يندفع بعاطفة منه لحماية هؤلاء الأبناء وان شملت هذه الحماية النظام الحاكم الذي يعارضه من حيث يدري او حتى لا يدري! ان السيد الصادق المهدي برع اخيرا في تثبيط المعارضة وتكسير مجاديفها اكثر من اساطين النظام الحاكم وعلى الرغم من ان المعارضة السودانية في هذا الراهن المعاصر سوى ان كانت عسكرية او سياسية ليست في احسن حالاتها وتتطلب من قادتها ومنهم السيد الصادق المهدي ضخ دماء الحياة فيها وليس تجفيفها وهذا الأخير طبعا دور النظام الحاكم وانصاره ما لم يتبرع احد لمساعدتهم فيه او حمله نيابة عنهم كما يحمله السيد الإمام الصادق المهدي اليوم! ان من سمع خطاب الإمام السيد الصادق المهدي بمناسبة عيد الإستقلال (امس الأول) وما لم يسمع الصوت او يرى الصورة فسوف يجزم بأن ذلك القول صادر من احد صقور الحزب الحاكم وليس اعضائه العاديين وربما ان قرأ خطاب الصادق مكتوبا لجزم بأن هذا تحديدا قول الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر واحد اكثر قيادات الحزب الحاكم حدة تجاه المعارضة والمعارضين وللقارئ ان يقرأ (مين – شيت) الزميلة ألوان (امس) والذي ورد في خطاب السيد الإمام بمناسبة الإستقلال والذي يقول (اسقاط الحكومة في 24ساعة كلام لناس عندهم قنابير!) وثنايا خطاب المهدي من بعد مضت على طريق تثبيط المعارضة وتكسير مجدافيها ولم يتبقى من مواقف الإمام الأخيرة الا ان يدع المعارضة كلها وبكل وسائلها الإستسلام للنظام وسوف لن تعوز الرجل المسوغات ولا الكلمات المناسبة لهذا القول والواضح ما فاضح بل واكرم للإمام ان يصالح النظام ويلحق بركب المشاركة و ذلك خير من يصنف في قائمة المعارضين ويكون داخلها في خانة الطابور السادس الشئ الذي لايليق به ولا يكون خاتمة سياسية جيدة لعمره السياسي المديد بإذن الله.