الطريق الثالث – بكري المدني [email protected] الصحافة والأمن بعض الأوساط الصحفية وان لم تكن كلها علي اية حال تفاءلت – وان كانت كلها قد تفاجأت –بالتغيير الذي حدث في جهاز الأمن والمخابرات الوطني وذلك عندما غادره مديره السابق الفريق صلاح قوش ليحل محله الفريق محمد عطا وسبب التفاؤل – في تقديري – لم يكن ناتجا عن معرفة الصحفيين للقادم الجديد بقدرما هو معرفتهم للمغادر القديم! ولقد استهل الفريق محمد عطا عهده بكلمة خير القاها الي الصحافة السودانية وذلك لما فك اسر صحيفة (ألوان) والتي ظلت معلقة عن الصدور في عهد الفريق صلاح قوش لعامين متتالين وكانت استهلالة جيدة للفريق محمد عطا ومن بعد ايضا نستطيع ان نشهد مطمئنين ان هامش الحرية الصحفية قد تمدد ايضا في عهد (سعادتو) محمد عطا على قول استاذنا حسين خوجلي والفترة المتأخرة ارتفع سقف الحريات – قياسا على ماسبق طبعا - لدرجة جعلت القائمين على أمر الصحافة يضعون ايديهم على قلوبهم عند كل اصدار خشية الردة والإنقلاب على ما هو متوفر من حريات وهذا ماتدور به الألسن في الوسط الصحفي كلمات ارتياح مشوبة بالحذر هذا الرمية – استاذنا عبداللطيف البوني – بمناسبة تعليق السلطات الأمنية امس الأول لصحيفة (رأي الشعب ) وطبعا درجنا كصحفيين عند كل نازلة بصحيفة ان نسعى لقراءة العدد المصادر للوقوف على الكلم (مصدرالكفوة) للزملاء وان كان بعضنا يتجادل ما بين ان هذا الخبر او ذلك العامود هو (سبب الألم) الا ان ان العنوان كان يكفي عن الجواب في جريدة (رأي الشعب) ولقد حدثني الزميل غزالي رئيس قسم الأخبار بهذه الصحيفة بحكم خبرته وحاسته الصحفية أن (رأي الشعب )قضي عليها حتى قبل صدور قرار التعليق!وما اريد ان اقوله في هذا الجانب لم لا يتواضع الصحفيين وجهاز الأمن والمخابرات الوطني على اتفاق حول النشر والمنع يقئ الصحف المصادرة والصحفيين التشريد وان تؤدى كل الصحف جل رسالتها وتنتصر خير من ان تؤدي بعض الصحف كل رسالتها وتنتحر ويحافظ الإتفاق كذلك من جهة اخرى على سلامة البلد وحفظ امنها من الزاوية التي يحددهها المسؤولين عن الأمن وربما مامن داع لمثل هكذا اتفاق اصلا ولم لا يكتب جهاز الأمن قائمة بالمحرمات الصحفية ويكون لزاما على الصحف والصحفيين (عدم الإقتراب او التصوير)وننتهي كلنا من هذه الحالة المتلفة للأعصاب و الحديث الفضفاض عن الحريات المسؤولة او المضبوطة وان التقديرات تركت في هذا الشأن للصحفيين لم يحل للأمر قضية فالتقديرات تختلف(ما بين الكم والكيف) وزوايا الشوف متفاوتة(ما بين قصر وطول النظر) والأحساس بالقضايا ليس موحدا وتقييم المؤسسات ليس كل عند كل الناس على الحد السواء ونحن نريد ان نتعامل مع الواقع لا ان ندير معاركا الخاسر فيها الطرف الأضعف وهو الصحف طبعا وهذه ولمثلما انها اوراق رسالات مختلفة فهي في ذات الوقت مؤسسات للأرزاق بالنسبة لشريحة في المجتمع لا تعرف حرفة غيرها وارى في هذا الجانب ان اعلانا امنيا للفريق محمد عطا سيجنب الصحف الكثير فالأمر ليس امر صراع يقوم على شعار طلاب اليسار في الجامعات حقك تحرسو ولا بجي حقك تلاوي وتقلعو! بقدرما هو تعامل مع واقع وان كان الجميع يتطلعون الي مثال محال وحتى لا نوهم ولا نهدم (والتشكيل مفتوح لمن يريد القراءة على هواه لهاتين الكلمتين)ارى ان ما يخرجنا الي بر الأمان اعلان امني رقم(1) يحدد مثلا الأمور التي على الصحف عدم تناولها الا من مصاردها الرسمية – او حتى عدم تناولها بتاتا (هو الكلام كمل على قول الشهيد محمد طه!) واعتقد ان اعلان مثل هذا سيجنب الصحف المصادرات والإيقاف والمحاكمات والعمل في الآخر افضل من التوقف بالنسبة للصحف والصحفيين واتوقف حتى هنا وحتى لا ادخل من حيث لا ادري الي منطقة ملغمة (اتروا كيف هي حاجنتا الي خارطة طريق من السلطات الأمنية للعمل الصحفي في ظل هذى الظروف ؟!) ملكونا هذى الخارطة ودعونا نسير على هدى من امرنا