[email protected] فوجئت الساحة السياسية هذا الاسبوع بتصريحات الامام الصادق المهدي التي القي بها في احتفال الاستقلال الذي اقامه شباب حزب الامة بدار الامة بامدرمان. المفاجأة تمثلت في هجومه الشديد علي بقية حلفائه في قوي الاجماع الوطني والتعريض بهم ونقد الهيكلة الحالية للتحالف وبرامجه في مناسبة واحتفالية اولي واهم رمزياتها هي الوحدة الوطنية والوفاق السياسي بمعني ان الاستقلال ليس انجازاً لحزب او طائفة بل لكل طوائف واحزاب وقطاعات الشعب السوداني. ثم في اعتقادي ان اي نقد لاليات وهيكل اي تحالف سياسي لا يخرج للهواء الطلق والجماهير الا اذا سدت كل المنافذ الداخلية والبينية داخل التحالف المعني للحوار والنقد والتطوير. من هنا يبرز السؤال الكبير لماذا الآن وفي هذا التوقيت يا سيد الصادق؟!. للاجابة علي السؤال السابق نغوص في الجزئية الثانية للمقال الا وهي تصريحات الفريق محمد عطا مدير جهاز الامن والمخابرات التي يتهم فيها المؤتمر الشعبي والحزب لشيوعي بالتخطيط لانقلاب عسكري. وربطه ذلك باوراق وجدت مع ابراهيم السنوسي وهو عائد عبر مطار الخرطوم. لسنا في موقف الرد علي الاتهام لأن الاتهام فطير ويحمل داخله من الاسباب الواهية ما يحمل من شاكلة ان رجل مثل السنوسي بكل هذه الخبرات السياسية يصل الي مستوي حمل اوراق تدينه وتدين حزبه ويدخل بها عبر المطار الرسمي وكأني به يقول هاكم ما تريدون والرجاء القاء القبض علي!. ما يهمنا هو محاولة الفريق عطا او قوله بان الشيوعيين والشعبيين لديهم تحالف سري بعيداً عن قوي الاجماع الوطني وهنا مربط الفرس. من الجزئيتين المذكورتين اعلاه نخلص الي تحليلين للواقع السياسي. الاول ان الامام الصادق لديه علم بما يجري داخل قوي الاجماع بين الشعبي والشيوعي ولذلك شن هجومه الاخير بتلك الحدة والقسوة باعتبار التجاوز الذي يفرضه ذلك التعاون الثنائي لحزب الامة ولرفض الامام لفكرة الانقلاب العسكري المسنود بقوة حزبية. التحليل الآخر وهو ايضاً قد يحمل قدراً كبيراً من الصحة وهو ان الانقاذ تمارس السياسة القديمة سياسة(فرق تسد) وجهاز الامن يحاول ان يعمل بطريقة (المديدة حرقتني) والا لماذا يتبرع بمعلومات من شاكلة ان تحالف الشيوعيين والشعبيين بعيد عن اعين بقية الاحزاب المعارضة وكأني به يقول لحزب الامة انك مغيب عن التحالف اصلاَ وان هجوم السيد الصادق في محله وان علي حزب الامة ان يخرج من قوي الاجماع بإختصار الانقاذ تحاول حصر حزب الامة في الزاوية ووضعه امام خيار المشاركة دون اي خيار آخر. ومما يعضد هذا التحليل الاخير هو اتهام الترابي بالتخطيط لانقلاب وتركه حراً ليرد عبر الفضائيات بينما في السابق كان يتم اعتقاله وبعد فترة تخرج تبريرات اعتقاله هذا الاختلاف اليوم لا يأتي الا لأن الترابي مطالب بنفي الاتهام ليس للاعلام ولكن لبقية حلفائه في قوي الاجماع الوطني التي بالاصل تفتقد للثقة فيه وفي حزبه. نواصل باذن الله. محمد علي اديب.