[email protected] الكل بما فيهم المؤتمر الوطني مندهش لعدم تظاهر الشعب السوداني – حتى الآن – على النظام بشكل كاسح خاصة بعد إكتمال كافة متتطلبات الخروج من قهر و ظلم و فساد و غلاء.. زد على ذلك أن الخروج على الأنظمة السودانية كان من ديدن الشعب السوداني طوال مسيرته السياسية منذ الإستقلال و حتى مجيئ ثورة الإنقاذ المشؤومة في العام 1989 رهن الكيزان حالة اللا خروج عليهم هذه برضى و تأييد الشعب لهم و بسياساتهم و بشكل آخر لقوة القمع لدى الجهات الأمنية و الشرطية في قمع أيما شرارة تندلع ضد النظام. نتفق على ضعف المعارضة الداخلية ككيانات تنظيمية و قاد قاد ضعفها إلى أن يتخللها المؤتمر الوطني طوال الفترة السابقة إلى أن أصبحت لا حول لها و لا قوة و نتفق على أن التركيبة القبلية السودانية أسهمت كذلك في إبطاء و عدم فاعلية التظاهر إلا على نحو قبلي عندما تتضرر القبيلة المعنية و يحرض قادتها بعمل شيئ ما. كبرى أسباب عدم الخروج حتى الان هو العمل الدؤوب الذي ظل النظام يمارسه منذ مجيئها و ذلك بغربلة المجتمع و دس تنظيماته بكل مسمياتها في جسم المجتمع السوداني و السيطرة الكاملة أو التضييق الشديد على الرؤوس المؤثرة .. احتفظ النظام بقوائم دقيقة بأسماء الموالين و غير الموالين لهم ثم مارست مع الموالين سياسة التمكين و مع غير الموالين سياسة الصالح العام و شن جميع أساليب الحرب و التضييق على غير الموالين بنقلهم من المناصب المؤثرة أو تقليص صلاحياتهم أو وضع جواسيس عليهم. أنت شخصيا عزيزي القارئ لا تستطيع أن تطمئن إلى جميع معارفك في العمل و لا في الحي السكني و أحيانا في البيت .. تتردد عشرات المرات قبل أن تتكلم .. زرعوا في الناس سياسة الشك فصار الكل لا يركن بالإطمئنان على الآخر. علينا ثم علينا أن نتحرر من مخاوفنا الداخلية .. أنت مثلما أنا مثلما الجميع قوة كامنة ما إن تتحرر .. قوة لا تصدها متاريس النظام .. كلنا في قوة البوشي و أكثر في أم البوشي و أكثر فقط الفرق أنهما حررا دواخلهما فكان ما رأيتم .. هل ستمتد يد الإعتقال لتطال الجميع؟ هيهات .. فلنشغلهم برغم آلة قمعهم و عندها سنقف على أنهم زبد .. سنعرف أنهم رغوة صابون .. نفخة خفيفة تجعلهم يتلاشون إلى غير رجعة.