العصب السابع انزلاق إبداعي..! شمائل النور ليس ثمة شك ولو لبرهة في أن الدولة أهملت الثقافة والفنون بسياسة ممنهجة أقصت كل أشكال الإبداع لتطفو على الساحة، ولا أدري إن كان ذلك متعمداً أم أنها (عدم عرفة)، أم سوء تقدير، ولا يختلف اثنان حول ما وصل إليه الوضع الفني والثقافي في البلاد الذي يحتاج إلى إسعاف كما تحتاج كل الجوانب المتصلة بالإنسان.. لنصل إلى أسوأ واقع، كيف أن هذا البلد الذي تنبض كل ذرة من ترابه إبداعاً استثنائياً، سؤال، لماذا تُختزل كل العملية الإبداعية في الغناء، مع أن الواقع يقول بأن الغناء هو أقل ما يُمكن أن تجود به البيئة السودانية المترفة، وهذا يثبت تماماً أن الغناء هو الرئة الوحيدة التي تُركت تتنفس.. الأسبوع الفائت دار حوار عنيف وعميق حول مستقبل السينما والدراما في مصر بعد صعود جماعة الإخوان.. المخرج الشاب خالد يوسف واجه مسئول السينما في جماعة الإخوان بتخوفه على مستقبل السينما في مصر.. جدل كثيف دار بين المخرج الشاب المثير للجدل وبين مسئول السينما، نهايته اتضح أن جماعة الإخوان مؤمنة تماماً بقيمة السينما والدراما بل وأهميتها لدرجة أن لها مسئولاً، لكن الجماعة الإسلامية لها تحفظاتها على صورة المرأة في السينما المصرية وتحديداً في مشاهد معينة وقد يتفق مع الجماعة معظم أطياف المجتمع.. وأصرّ مسئول السينما على ألا تكون هناك ما يُسمى بسينما الإخوان أو سينما يسار،، السينما هي السينما وليست لديهم أي تحفظات من ظهور المرأة في أوضاع تتسق مع البناء الدرامي والموضوعي للمشاهد.. واضح أن هناك رؤية محددة للإخوان حول أهمية السينما والدراما المصرية، وواضح جداً أنه ليس هناك أي توجه لإقصاء السينما.. لأنها حملت اسم مصر منذ عهود بعيدة.. وهذا مؤشر إيجابي لفقه الجماعة في مسألة الفنون. إبان المؤتمر التنشيطي وثورة إبراهيم أحمد عمر حول التردي الثقافي والفكري الذي وصل إليه حال البلاد والعباد،، بكى البروف على أيام مضت كانت تُدرس في المدراس حصص الفنون والموسيقى وتُقام فيها الجمعيات الأدبية والدورات المدرسية التي كانت حقاً تحمل بذرة إبداع تُنبئ بمستقبل واعد،، لكن انظروا الآن ما الذي يحدث في العملية الإبداعية إنه عبث ليس إلا.. حقيقة، أقصر عبارة يمكن التعبير بها عن المشهد الإبداعي هي موت الإبداع، فبقدر ما تجد الفرص متاحة حالياً بصورة أوسع من السابق باعتبار الانفتاح الإعلامي والفضائي والتقدم الكبير الذي حظيت به الفنون في العالم وأدت أهدافها كما ينبغي، إلا أن الحالة الإبداعية تمر بمرحلة خطرة جداً تحتاج إلى إسعاف عاجل.. النائب الأول للرئيس افتتح قبل أيام المجمع الثقافي بأمدرمان، تلا كلمات منمقة عن معانٍ سياسية كبرى تنبني عليها قيم الدولة الكبيرة، النائب مؤمن أن هذه المعاني ما هي إلا نتاج فن وقصة وتشكيل ومسرح،، ما يُدهش أن قيادات الدولة مؤمنة إيماناً قاطعاً بأهمية الفنون، لكنها لا تعمل. التيار