تراسيم.. هالة وأخواتها !! عبد الباقي الظافر . في إبريل من العام المنصرم كانت الأستاذه هالة عبدالحليم تواجه انقلاباً داخل حركتها.. أحد عشر عضواً في المجلس القيادي لحركة (حق) أصدروا مذكرة بإقالة أول سيدة تترأس حزباً.. المنشقون مراعاة لحساسية (الجندر) نصبوا السيدة إنعام أبوبكر في مقام الرئيسة المخلوعة.. كان ذاك الانقلاب يشابه ما واجهه الشيخ الترابي من عنت التلاميذ في مذكرة العشرة الشهيرة.. وذات الزكام كان قد أصاب الإمام الصادق المهدي أكثر من مرة حتى أصبحت له مناعة طبيعية ضد الانشقاقات الحزبية. هالة محمد عبد الحليم تخرجت من كلية الحقوق بجامعة القاهرة بعد عام من قيام الإنقاذ.. كانت هالة عضواً معروفاً داخل الحزب الشيوعي حتى العام 1988.. مثل غيرها من التجديديين تركت الحزب الأحمر ومضت مع مجموعة تحت لواء حركة القوى الحديثة.. الراحل الخاتم عدلان كان يركز في حركته الإصلاحية على عنصري الشباب والنساء.. هذا التركيز جعل الخلافة تمضي بانسياب للأستاذة هالة في العام 2005 بعد مؤتمر عام ناجح. الشابة هالة التي تماثل مريم الصادق وأسماء الترابي في العمر تفلح أمس الأول في جمع الشيخين الترابي والمهدي.. الشيخ والإمام يتواثقان على إسقاط النظام بعد مبادرة هالة الناجحة.. نجحت هالة في صناعة هدنة ولكنها كسبت بريقاً تستحقّه بجدارة. الاستغراب أو الانتقاد لا يجب أن يوجه إلى الأستاذة هالة.. بل جهدها هذا يستحق التقريظ.. سيدة تحقق هذا الإنجاز في مجتمع ذكوري يرى في الغالب أن المرأة لا تقطع رأساً.. وشابة حديثة عمر وقليلة تجربة تفلح في إصلاح ذات البين بين إمام أصاب السلطة منذ نعومة أظافره السياسية وشيخ صنع ثورة وأخرج انقلاباً وقضى ربع عمره السياسي في المعتقلات. الشباب الآن هم من يصنعون الربيع العربي.. مات خالد سعيد في مصر تحت وطأة التعذيب فاشتعلت مصر ثورة.. ومن قبله أحرق البوعزيزي السلطة في تونس.. واعتقال الشاب فتحي تريل في بنغازي عجل برحيل العقيد القذافي. في تقديري أن اليسار يتقدم على اليمين في الرؤية الصحيحة للشباب والقوى الحديثة.. الحزب الشيوعي أكد أن الشيخ محمد إبراهيم نقد لن يكون مرشحه في المؤتمر السادس لقيادة الحزب.. صوت التغيير في الحزب الحاكم بات خافتاً.. جماعة أنصار السنة لم تجد رجلاً يستحق شرف قيادتها سوى الشيخ الكبير أبوزيد محمد حمزة.. في دوائر المؤتمر الشعبي لا أحد يجرؤ على الحديث عن قيادة جديدة.. وذات الأمر ينطبق على حزب الأمة الذي جمع فيه السيد الصادق المهدي بين القيادة السياسية والدينية.. أما الحزب الاتحادي فهو حزب الشيخ الواحد يحركه أينما يريد. في تقديري يجب أن نأخذ العبرة من نجاح الأستاذة هالة في جمع صف المعارضة (على قلب امرأة واحدة).. نمنح النساء والشباب دوراً كبيراً في الفضاء السياسي.. قيادة المعارضة الحالية ينطبق عليها وصف (لقد هرمنا).. بصراحة معظم قادة تحالف قوى الإجماع الوطني لا يستطيعون من الناحية البدنية والصحية في تحريك الشارع السوداني. امنحوا هالة وأخواتها وإخوانها مزيداً من الفرص. التيار