نور ونار عندما يختلف (الأسلاميين)... م.مهدي أبراهيم أحمد [email protected] لم تأخذني الدهشة عندما سمعت أن الأسلاميين في طريقهم الي الي أبراز مزكرة تدعو للأصلاح السياسي داخل الدولة وعلي الرغم من تشابه الظروف علي غرار مزكرة العشرة السابقة والتي أفلحت في تحجيم سلطات (الشيخ) ساعتها بعد تبرم الجميع من أيلولة كل السلطات الي يده مما أدي الي أنعدام الشوري والأنفراد بالقرار وجعل كل السلطات رهينة لمزاجه بعيدا عن المداولات المستمرة والشورة الحتمية وجماعية الخطاب والقرار ورسم خارطة الطريق الصحيحة التي تنهض بالتنظيم وبالدولة . ومزكرة العشرة التي باتت تكني بها كل محاولة من شأنها الأصلاح والتغيير داخل الحزب الحاكم في المركز والولايات فقد أنتظمت مؤخرا حملة تصحيحية في ولاية وسطية أصطلح عليها مزكرة العشرة تدعو لتحجيم سلطات الوالي وتفعيل مؤسسات الشوري (المغيبة) والمشاركة في صنع القرار وفي القضارف قامت مزكرة للعشرة وفي نهر النيل كذلك وحتي بورتسودان البعيدة أنتظمت فيها مزكرة جديدة بعد أن أحست القيادات الأسلامية بأن البون أضحي شاسعا بين التنظيم والحزب خصوصا بعد الحملة الثقافية والسياحية والفنية التي أعترت الولاية والتي صادفت رأس السنة ماجعلت القيادات الأسلامية تبوح بصوتها وتجهر برأيها من أن يتوغل المد الحزبي (العصري) بعباءته الجديدة علي مبادي وثوابت التنظيم القديمة (الراسخة).وعلي ذلك فلنقس الأصلاح الذي بات يعتور عقول الأسلاميين داخل الحركة الأسلامية لم يكن وليد هذه (المزكرة) بل كان قديما وقد جهرت به القيادات (المغبونه) التي لم تجد حظها من السلطة والثروة فطفقت تخرج هواءها الساخن بشهيقه وزفيره الي الأعلام بأن الحزب الحاكم قد خرج من عباءة الشوري الي ديكتاتورية القرار ومن حكم الجماعة الي حكم الأفراد الذين باتوا يستحسنون ماكانوا يستقبحوا بالأمس من هيمنة (الشيخ) وأمتلاكه لكل الخيوط والأدوات . وأحد القيادات التي (أنسلخت) موخرا من الحزب المعارض دخلت بثقلها مع الحزب الحاكم والقيادي يبدو مزهوا بدوره الجديد الذي يجعله في مقام المدافع الأول عن سياسات الحزب الجديد وهو لايجد حرجا في توجيه سياسات النقد لحزبه القديم ومقام (القيادي) يقتضي التبرير والتفنيد والمدافعة والهجوم والرجل يجيد دوره والتكهنات ترشحه لموقعه القديم ولكن التعيين والأختيار تعداه و(الغبن) يتملكه والرجل يلقي بعباءة (التنظيم) ويخرج الهواء الساخن بأن الحزب الحاكم يقودونه أفراد لايتعدون أصابع اليد الواحدة والرجل يترشح مستقلا في الأنتخابات لموقعه (القديم) ولكنه يسقط وتبقي كلماته مدخلا للأصلاح ولعشاق التغيير داخل الحزب الحاكم . وأحدي القيادات النسوية (الشابة) تلقي حجرا صغيرا في بركة الحزب الحاكم بدعوتها للأصلاح العلني وتقديم النموذج الجيد في أنزالها وأشراك الشباب في ظل تصاعد ثوراتهم الداعية للتغيير ودعوة القيادية تلقي القبول علي مضض وأمتعاض من القيادات العليا –علي قدر عددهم الضئيل- وإن صادفت القبول والأرتياح من القواعد والقيادات الوسيطة ودعوة القيادية تتجاوز مؤسسات الحزب الحاكم الي مواعين الأعلام الكبيرة وتجد حظها من النشر العلني ولكن دعوة القيادية تصطدم بتشكيل الحكومة (الجديدة) والتي كان في (تعيينها) بشخصها أخراسا لصوتها وإطفاء لدعوتها (الفردية) وتلبية لبعض مطالبها التي تنحصر في الشباب وأشراكهم . وحتي كمية الصراحة والنصح (المنشود ) لم تعد تجود بها القيادات الأسلامية الا عند حدوث الظروف أو وجود الأسباب التي تجعل الصراحة متاحة فقد يكون (للغبن) دور في الجهر بديكتاتورية القرار وقد تكون (الإقالة) مدخلا للأعتراف بالفساد داخل الدولة وقد يكون (للتهميش والأقصاء) مفعوله في نبش المدفون وأخراج الأسرار ورفع شعار الفساد في وجه الخصوم حتي أضحت تلك الصراحة (مجروحة) وكذلك النصح لأن الأسباب متاحة وظروف القول والجهر قد يسهل تفنيدها بملحقات الأسباب وتوابع القول. الصراع الآن أسلامي محض والعلة تكاد تكون واضحة للمتابعين في تغييب الشوري وديكتاتورية القرار وأتساع الماعون الحزبي الذي بظنهم أضحي (حاطب ليل) من كثرة الركاب في السفينة وتضارب المصالح والغايات بين التنظيم الأسلامي والشق الحزبي كل ذلك جعل من القيادات الأسلامية تنشد التدخل العلني حماية للمكتسبات من أن يتوغل عليها الجانب الحزبي الذي بات (ميكافيليا) أكثر من اللازم وقد لاتردعه موجهات التنظيم الأسلامي ولاتقف في وجه القيود المانعة وظهور (المزكرة) في هذا التوقيت تفهم علي سياقها بأنها تكرار للتاريخ وأن تشابهت الشخصيات وأختلفت الأدوار . قيادات كثر في مراحل سابقة نفضت يدها تماما وأتخذت قرار الأعتزال وأصطفت كراسيها علي مقاعد المتفرجين والمتابعين تتبابع كما يتابع الجمهور فقد فطنت تلك القيادات لتلك الصراعات مبكرا ولكنها (زهدت) عن ذلك ولسان حالهم يقول أن الأسلاميين ينجحون في أشعال الثورات ولكنهم يفشلون دائما في قيادة الدولة والأصطدام بين التنظيم والحزب يتجاوز الخاص الي فضاءات العام بسبب الشوري وتحجيم صناع القرار والأصلاح العام.