عبدالقادر قدوره [email protected] ان تظل قضية دارفور متارجحة بين سيكلوجية الحكومة وتراجيديا المغامرين لتبقى صورة الماساة شاخصة فى وجوه اهلها الطيبين لا لذنب جنوه الا لان الاقدار قد شاءت ان يولدوا فى اقصى غرب السودان لهو امر محزن وبالغ الاسف . وان تتطاول الازمة بمتواليات عددية لتلاحق كل ابناء دارفور اينما حلوا وارتحلوا حتى اولئك الذين شاءت حظوظهم ان يكونوا خارج نطاق الارض التى اصابتها لعنة المكلومين والثكالى واليتامى والنازحين واللاجئين , بل تلاحق حتى اولئك الذين فروا من اتون الصراع الى دول الجوار (ليبيا – تشاد - تونس – مصر) وغيرها ... بمنهجية اشبه ما تكون بالمقصودة والمدبرة من جهات نافذة , ويكفينا مثالا حديث الناطق الرسمى لوزارة الخارجية السودانية (بأن قوات من حركات دارفور المسلحة، قد شاركت في النزاع الدائر بين الأطراف الليبية) ، و ذلك بغرض الايقاع بأبناء دارفور فى براثن الثوار الليبيين لقتلهم وتصفيتهم . وما من بشارة امل تلوح فى سماء دارفور الا ويصر الناقمون على ابناء دارفور على اطفاء تلك الاشراقة ليعقبه حزن واسى يوازى اضعاف لمحات تلك الاشراقة . والاسوا ان يصبح اسم دارفور وقضيته العادلة (مطية) لكل مغامر يطمع فى جاه او سلطان او وزارة فما عليه الا ان يشد الرحال صوب احراش دارفور ووديانها متوشحا (كدمولا) ممتشقا بندقية (كلاشنكوف) وهاتف (ثريا) وفى مرحلة ما يظهر الوسطاء والسماسرة يعقبه جلستين فى فندق من ذوات الخمسة نجوم ليختتم العملية كلها باستقبال مهيب فى القصر الرئاسى ويؤدى القسم رئيسا او وزيرا حسب حجم الاتفاق وهكذا . ثم تعقبه الفاجعة ليتم اكتشاف (خيال المآته) ويتضح ان الأمر كله كان عباره عن (فزاعه) فقط , ولكن الخطأ كان قد وقع ويكون اخانا قد تنسم هرم الوزارة وامتطى منابر الخطابة وانكبت عليه الصحف (ليتشرشح) فى سرد بطولاته الزائفه وكأنه (الجنرال اورليانو بوين ديا) كما فى روايات الماركيز . احدى هذه الفواجع هى اتفاقية الدوحة لسلام دارفور فبالرغم من ان الدكتور السيسى قد استمات فى الدفاع عن اتفاقيته التى ظل يدعى انها ليست خصما على احد وانه قد اتى (بما لم تات به الاوائل) الا ان الواقع يكذب ذلك القول فها هو الدكتور فى اول خطوة له يشرع فى طمس ملامح اتفاق (ابوجا) عليها الرحمة وشحذ معاوله لهدم السلطة الانتقالية لدارفور ليبنى على انقاضه سلطته (الاسفيرية) ثم يتحدث عن أن الاتفاقية ليست خصما على احد (وان لم تكن اضافة فهى ليست منقصة) او كما قال , فالرجل جاء ليقضى فى اول خطوة له على (1557) موظف وعامل ليحل محلهم (750) موظف وعامل هم جملة موظقى السلطة الاقليمية لدارفور , لان عدد الموظفين اكثر مما تستوعبها اتفاقية (الدوحة) لسلام دارفور . فالحديث هنا بها خلل كبير فاذا كانت قضية دارفور هى قضية (7) مليون مواطن او يزيدون هم جملة سكان اقليم دارفور حسب الاحصائيات الحكومية اوليس من المعيب ان يتحدث السيد رئيس السلطة عن (750) مواطنا فقط , الا يرى السيد رئيس السلطة كم هم عدد موظفى (الجلابه) فى الدولة السودانية , ثم انه ما هو الفرق بين سيف (الصالح العالم) وسيف الدكتور (سيسى) تلك البدعة الانقاذية التى ابتلى بها اهل السودان فى سنينهم الاولى وما زالت الاسر مكتوية بنيرانها الى يومنا هذا , فبدلا من ان يبتكر الدكتور حلولا لمشاكل العطالة والبطالة لابناء الاقليم فهاهو يساهم بفعالية وهمة فى تخريج جيش جديد من العاطلين لينضموا لركب العاطلين والصالح العام ويصيب الاسر الدارفورية بنكبة اخرى غير التى اصيبوا بها ثم يتمشدق بانه اتى لحل مشكلة دارفور . لقد كان الشرتاى جعفر عبدالحكم والى ولاية غرب دارفور ورئيس سلطة دارفور الانتقالية (المحلولة) اكثر حكمة , حينما عرضت عليه ماعرف بهيكلية (فرح) ليقوم بتنقيذه فى السلطة فقد رفضها الرجل بلطف وقدم مبررات موضوعية فى انه ليس ثمة داع لطرد (1000) موظف من وظائفهم دون مبرر منطقى وبالتالى تفادى الموقف الحرج والسىء الذى كان سيجد نفسه فى مواجهته , اضافة الى انه ذكر فى مجالسه الخاصة انه لن يساهم بدفع شباب تركوا البندقية واتو نحو السلام لن يساهم باعادتهم الى التمرد مرة اخرى طالما هم بارادتهم انحازوا للسلام . وعلى ما يبدو فان هذه النقطة قد غابت عن فطنة الدكتور . وحتما فان الدكتور الطاهر الفكى رئيس الجهاز التشريعى لحركة العدل والمساواة والرئيس المكلف للحركة حاليا والسيد منى مناوى رئيس حركة تحرير السودان وبقية اقطاب تحالف القوى الثوريه السودانيه (كاودا) سيشكرون الدكتور سيسى فى سرهم على الخدمة الجليلة التى قدمها لهم وذلك برفدهم بالاف المقاتلين المتطوعين فقد دفع بهم الدكتور صوب امتشاق (الكلاشنكوف) مرة اخرى . وستكون اتفاق الدوحة بدلا من بناء السلام فى دارفور فقد صب مزيدا من الزيت على نيران الحرب التى كادت ان تخمد . وسوف لن يفيد قواته الذين سيكونون ضمن ملف الترتيبات الامنية لن يستفاد منهم فى مواجهة ما سيأتى هذا اذا نفذ بند الترتيبات الامنية وتم استيعابهم ضمن القوات المسلحة السودانية . ونواصل عبدالقادر قدوره حركة تحرير السودان 21/12/2012