زمان مثل هذا الألم في مقام الحُبّ الصادق الشريف يا لهذا الرجل.. مَنْ لي بعشرةٍ من مثله.. لأبرئ بهم جُرحاً.. لأبني بهم وطناً؟؟؟!!!. الرائع صلاح أحمد إبراهيم لم يكن يكتب بيده.. ولا بالمداد.. كان يكتب بقلبه.. وبدمه.. شعراً يبقى بالخيال ليردده اللسان بصورة أقرب للهوس. أحُبّك حُبّا أذلّ فؤادي وأعمى البصيرة أحُبّك حُبّ الذي يشتهيكَ بعينٍ بصيرة وأيدٍ قصيرة قبل أيام قرأتُ للمرة المائة بعد الألف قصيدته (أحُبّك).. لم تكن القصيدة في المقام المعتاد.. مقام أن تكتب شعراً.. بل بمقام أن تفتح قلباً.. لتزرع وطناً.. ثمّ تغلق القلب. أحُبّك حُبّ المُشرد في حُبّه دون مأوى وزاد وحُبّ الذي في سبيل رسالته قَبِل الاضطهاد وحُبّ الذي حرمته المقادير من كل شيء سواكَ أحُبّك حُبّين، حُبّ الهوى وحُبّاً لأنك أهلُ لذاكَ لم تفارق القصيدة اللسان.. كانت أطعم وأقيم من أن تُترك لتذوب مع آلام الحياة وأحزانها.. القلبُ مستقرها ومقامها.. لا بُدّ أن تجد لها طريقاً إلى القلب بحيث لا تخرج أبداً. وحُبّاً لو أنت طلبت عيوني اقتلعتهما ومشيت كفيفا أنقر بأسمك أوتار عودي.. لاني أحُبّك حُبّاً عنيفا اللااااااااااه.. عليك يارجل.. كيف تجمع الحب بالعنف.. كيف.. تخرج منك الكلمات.. لتنوب عن الوطن؟؟!!.. دون أن يستطيع ذلك الوطن أن يرتقي إلى القلوب بحِنِّه وتحنانهِ.. بعطفه وحنانه. أحُبّك حُبّا عظيما. .أليما.. مقيما.. فريدا أعيش به طول عمرى سعيدا فإن فؤادي الحزين.. الحزين إذا ما أحُبّ.. أحبّ شديداً وإن مات مفترشاً جمره والجراحات مات شهيدا هل هذا وطن يستحقُّ اللعنات.. لعنات المثقفين (ملعون ابوكي بلد)؟؟!!.. أليس عجيباً.. غريباً أن يصدح أحدهم بحُبّه لبلده رغم ضيمه.. وأن يلعنه آخرٌ على مسمعٍ من أبنائه؟؟.. يَئسون القادمين من نفحات الغد: غداً يا حبّيبي ستمضي بعيدا ستسلب منا الليالي هوانا وتترك لي من شذاك القصيدا كيف يمكن لسياسي أن يطأ على هذا الوطن بكلِّ هذه القسوة؟؟.. كيف يمكن له أن يُغذي شرايينه بدموع أبنائه وبناته الحزانى واليتامى؟؟. فإمّا عبرت البحار العراض وصرت فريدة عقد اللدات هناك بممتنع لا يُواتى يُسهيك عنى الملهيك.. مستدرجاً غفلات الصبا فيك يغريك: خذ من لذيذ وهات وإمّا استلنت لأضغاث حُلمك غاف ومستسلماً لسُباتِ أفيق.. وتذكر على البُعد واف رنا يرتجيك.. بل كيف لوطن أن يجمع هذا التضاد؟؟.. تضادُّ من يلعنه.. ومن يجثو على ركبتيه يعاني آلام حُبّه؟؟.. يكابدُ مرارات بعاده عنه؟؟. وأخيراً.. أليس جديراً بهذه القصيدة أن يصبح حفظها فرضاً على كلِّ سياسي يطمحُ أن يتولى شأناً عاماً؟؟؟. التيار