تراسيم.. جمعة ..الدابي لا يمثلنا !! عبد الباقي الظافر كان الملك حسين يسير بعربته في أحد شوارع عمان الرئيسية في العام 1971.. قناص فلسطيني من أعلى المسجد الحسيني يرسل طلقة تخطئ جلالة الملك لتستقر في ظهر وزير الديوان الملكي زيد الرفاعي.. بعدها تستعر المعارك بين قوات منظمة التحرير الفلسطينية والجيش الأردني.. مصر وسوريا تساند الوجود الفلسطيني الذي شكل دولة داخل دولة.. في جو الدماء لم يجد الزعماء العرب رجلاً يمثلهم في المهمة الصعبة سوى الرئيس جعفر نميري. التاريخ يكاد يعيد نفسه ولكن بصورة سالبة ..الشعب السوري يتعرض لمحنة ..حكومة الأسد تعلن الحرب على الشعب الذي سأم الاذلال والقهر..المجنزرات تخرج من ثكناتها لا للتوجه للجولان المحتلة منذ العام 1967.. بل توجهت نيران الجيش السوري نحو الشعب الأعزل.. الجامعة العربية تجتمع لتبحث عن رجل يقود بعثها لحماية الشعب السوري.. جهة ما تشير إلى الفريق محمد المصطفى الدابي.. هذا الجنرال كان مسئولاً عن ملف الترتيبات الأمنية في دارفور.. ثم بعدها أصبح سفيراً للسودان في قطر.. لم يعرف عنه يوماً اهتمام بحقوق الإنسان أو شغف بترسيخ دولة القانون. رغم مرور أسابيع على وصول بعثة الدابي إلى سوريا إلا أن المدنيين ما زالوا يواجهون الآلة الحربية لنظام السوري.. الدابي استكان لحكم الأسد.. أفراد بعثة الدابي نفضوا أيديهم من المشاركة في جريمة إبادة شعب أعزل ..استقال الجزائري انور مالك وسار على إثره مواطن مغربي وآخر جيبوتي وثالث مصري.. كلهم أكدوا أن البعثة غير قادرة على حماية نفسها ناهيك عن حماية الشعب السوري الأبي. المملكة العربية السعودية تتخذ قرارا جريئاً وتسحب جميع أفرادها من بعثة الفريق الدابي.. الجامعة العربية تمنح الرئيس السوري مهلة شهرين للتخلي عن الحكم ..في هذا التوقيت جاءت تسريبات تؤكد أن السودان أرسل مستشاراً رئاسياً إلى سوريا ليسدي النصائح للرئيس الأسد الذي يعيش في عزلة دولية. الدابي يدافع عن حكومة الأسد أكثر من وزير خارجيتها وليد المعلم الذي كان يدبلج الأفلام ليثبت دموية ثوار الانتفاضة السورية .. الدابي يصرح أن الجيش السوري يدافع عن نفسه في مواجهة هجمات من عصابات مسلحة.. الدابي تبني وجهة النظام السوري بالكامل ..أكد أن الحكومة السورية أفرجت عن أكثر من أربعة آلاف سجين.. وشكك في أرقام الضحايا التي تطرحها المنظمات الحقوقية في سوريا. بصراحة الآن الفريق الدابي يسيء لصورة السودان.. بلادنا الآن على رأس قائمة العار التي تساند النظام القمعي في سوريا.. المعارض السوري زهير سالم اكد لفضائية لندنية أن دماء الشعب السوري اختلطت بدماء أهل دارفور.. ناشطون سوريون دعوا إلى تنظيم احتجاجات أمام السفارات السودانية في الخارج. في تقديري مطلوب هبة شعبية تؤكد أن الفريق الدابي لا يمثل الشعب السوداني.. وأن خلفيته الشمولية لا تعبر عن السواد الأعظم لجماهير شعبنا التواق للحرية والديمقراطية.. آن الأوان أن يتقدم الشعب على الحكومة.. دبلوماسيتنا ما زالت ترى الأسد بطلاً يتربص به الأعداء.. إنها عقلية المؤامرة التي تعيش فيها حكومتنا منذ وصولها للسلطة قبل بضع وعشرين عاما. اجعلوا عنوان الجمعة القادمة (الدابي لايمثلنا) التيار