(....) هذه تفاصيل مؤامرة الاعتداء علي بالخرطوم الحادث مدبر ومنظم ويمثل أحد أطياف المعارضة السورية لهذا (.....) السبب عاتبنا السودان "عتاب أحبة " اختيار الفريق الدابي في بعثة المراقبة العربية رسالة صدق في ظل الأزمة التي تعيشها سوريا هذه الأيام والتي انعكست على أوضاع الجالية السورية بالخرطوم الذين انقسموا بين فريق مؤيد وآخر معارض لنظام الأسد وخرجت في الخرطوم العديد من المظاهرات التي تساند التغيير في سوريا وكونت هيئة لنصرة الشعب السوري تضم العديد من الشخصيات السودانية وآخرها الفعالية التي أقيمت في حزب الأمة وانتهت بشكل دارمي بعد الاعتداء على القيادي بالمؤتمر الوطني بروفسير ابراهيم غندور وخرج أيضا مؤيدون للأسد في تظاهرة . (السوداني) تحاور اليوم السفير السوري بالخرطوم لمعرفة تفاصيل الاعتداء عليه من أحد أفراد الجالية السورية وهل كان هذا الأمر مدبراً أم فرديا، بحانب استعراض شكل العلاقات بين السودان ودمشق في وقت استنكرت الخارجية السودانية الأمر وتعهدت بحماية البعثات الدبلوماسية ووجهت الشرطة وكافة الجهات المعنية بالتحقيق اللازم في الحادث فإلى مضابط هذا الحوار المثير. حوار: خالد احمد ماهي تفاصيل قضية الاعتداء عليك ؟ تعود تفاصيل القضية الى أني كنت في طريقي الى مطعم سوليتير بالخرطوم ومعي ملحق بالسفارة السورية بالخرطوم ووجدنا المطعم مزدحماً لذلك لجأنا لمقهى بقربه وأثناء جلوسنا فجأة تهجم علي شخص هو سوري وحاول ضربي من الخلف في رأسي وحاولت تفاديه إلا أن الضربة جاءت فوق العين وتسببت لي بعض الأذي وتدخل بعض الشباب السودانيين الموجودين وحاولوا الاتصال بالشرطة إلا أن الرجل سارع في مغادرة المكان وكانت هنالك سيارة في انتظاره لذلك صعب القبض عليه إلا أن العديد تعرف عليه وعلى شكل السيارة التي كان يستقلها وتم نقلي الى المستشفى وتلقيت العلاج المناسب وأنا الآن بخير. سعادة السفير هل تعتقد أن هذا الاعتداء تم عبر تصرف فردي أم أنه تصرف مدبر من جماعة منظمة؟ هذا الاعتداء ليس تصرفاً فردي وإنما منظم والدليل أن الرجل الذي قام بالاعتداء علي كانت هنالك سيارات في انتظاره وهي كانت تنوي مساعدته في حالة القبض عليه وقد جرت اتصالات للترتيب لمثل هذه العملية والشرطة السودانية الآن تجري تحقيقاتها ولديها معلومات حول الحادث وأنا أعتقد أن هذا العمل يدل على ثقافة بعض أطياف المعارضة السورية وأنا أعتذر عن مثل هذا التصرف الذي لا يمثل الجالية السورية بالسودان التي هي مثال للانضباط واحترام قوانين البلد التي يتواجد فيها وأنا كلي أمل في أن لا يتكرر مثل هذا الأمر. هل توصلت التحريات الى الشخص الذي قام بالاعتداء عليك ؟ هنالك شهود تعرفوا عليه وعلى اسمه ونوع السيارة التي هرب بها والحكومة السودانية قامت بإجراءات جيدة في هذا الأمر من أجل إلقاء القبض عليهم والسفارة قامت بتوكيل محامي لمباشرة الإجراءات والحكومة السودانية استنكرت الحادث عبر وزارة الخارجية والقانون سيأخذ مجراه أنا مع أن يأخذ أي شخص تضرر من هذا الأمر حقه من المعتدين بموجب القانون، أما عن حقي فأقول لهم "سامحهم الله وما هكذا تورد الإبل" ومن المؤسف أن ابن بلد يعتدي عليك ويغدر بك وأنا أعتذر للشعب السوداني بما قام به بعض أفراد الجالية السورية وهذا ليس من ثقافة السوريين أن تخرق قانون البلد وهو عمل مستنكر. كيف تقيم سير العلاقات بين سوريا والسودان خاصة وأن السودان صوت لصالح فرض الجامعة العربية عقوبات على دمشق؟ نحن كنا وما نزال نعتبر السودان بلداً شقيقاً وحليفاً وصديقاً لسوريا وللشعب السوري وأن موقف السودان اتخذ في سياق محدد ولا ينهي عقوداً من العلاقات الطيبة بين البلدين ونحن نأمل ألا يتم اتخاذ مثل هذه القرارات بهذه الطريقة وسوريا ماتزال تريد أن يكون الحل عربياً ومن خلال مبدأ العمل العربي المشترك ونحن نعيب على الجامعة العربية أن تتخذ قراراً بفرض عقوبات على سوريا من دون أخذ وجهة نظرنا وأخذت فقط وجهة نظر المعارضة ويجب أن يكون التدخل محايداً وألا يسهم في أن يتأزم الوضع في سوريا وهذا ليس من مصلحة العرب أن تتصعد الأوضاع في سوريا وأن تحاصر اقتصاديا ونحن وقعنا على برتكول المراقبين العربي وهذا أتى بدعم من صوت بعض العقلاء في الدول العربية ومن ضمنهم السودان وتيار يعمل على إبقاء ملف سوريا داخل الجامعة العربية وألا يتم تدويل الأمر خارجيا. هل توجد اتصالات بين سوريا والخرطوم لترتيب المواقف لحل الأزمة السورية ؟ الاتصالات بين سوريا والسودان قوية وتتجاوز السفير والسفارة في الخرطوم ودمشق وهنالك اتصالات وتنسيق ونحن عاتبنا السودان (عتاب المحب) على موقفه في الجامعة العربية وهو الآن يسعى الى ألا يتم تدوليل قضية سوريا أكثر من الذي يجري الآن وأن يبقى الملف في الجامعة العربية وألا تتدخل الدول الغربية في الأمر والآن تم إرسال بعثة مراقبين لمعرفة حقيقة الأوضاع على الأرض وفي مقدمتهم شخصية سودانية. كيف تقرأ اختيار الفريق محمد احمد الدابي رئيساً لبعثة المراقبين التي أرسلتها الجامعة العربية لسورية وهل جرى تنسيق بينكم والخرطوم لاختيار الدابي؟ نحن نعتبر وجود شخصية عسكرية سودانية محترمة في مقدمة وفد المراقبين رسالة صدق ونحن لدينا ثقة في أبناء الجيش السوداني وهم عروبيون وحريصون على الدول العربية والسيرة الذاتية للفريق الدابي مشرفة والسودان عاش ويعيش في نفس ظروف الحصار التي تعيش فيها سوريا ونريد أن تتم مساعدة سوريا للخروج من هذه الأزمة وأن الأوضاع في سوريا ليست كما يصورها بعض الإعلام العربية وهي تقوم بالتحريض وتعكس صورة غير حقيقية للأوضاع على الأرض. هل سوريا طالبت الخرطوم بأن تدفع بشخصية سودانية لترأس فريق المراقبين لعدم ثقتها في بعض الدول العربية ؟ أبدا نحن لم نتدخل في اختيار الدابي، وسوريا أصلا تُمنع من المشاركة في اجتماعات الجامعة العربية ونحن نريد أن يتعرف المراقبون على حقيقة الأوضاع في سوريا وأن نبدأ في حل الإشكال وهو لا يتم إلا داخل سوريا وهو حل سوري ولكن هنالك أطراف عربية وغربية تشجع على تطور الأمر ويجب أن يبدأ حوار يبتعد فيه عن التدخلات الخارجية وأن يسهم الأشقاء العرب في تقريب وجهة النظر بين الحكومة والمعارضة وعدم الاستنجاد بحلف الناتو والآن الأوضاع في سوريا تسير بصورة طيبة فقد صدرت قوانين لتنظيم الأحزاب وهنالك (11) حزبا تحت التأسيس ومع بداية العام ستُجرى انتخابات والحزب الفائز هو من سيشكل الحكومة والدستور الجديد على وشك الانتهاء من تفاصيله ولكن المعارضة لا تريد الاستجابة لهذا التغيير وهي في الأصل منقسمة بين الداخل والخارج وتدعم بالسلاح لمحاربة الشعب السوري وهنالك بعض المجموعات المسلحة تمتلك تكنلوجيا كانت ممنوعة أصلا من دخول سوريا بسبب العقوبات ولكن هنالك دعم منظم لعمل عسكري ضد سوريا يجري الآن. هنالك قرار من الجامعة العربية بطرد السفراء السوريين لدي الدول العربية هل السودان اتخذ معكم أي إجراء لمغادرة البلاد أو تخفيف الوجود الدبلوماسي؟ قرار سحب السفراء الذي دعت إليه الجامعة العربية خٌيرت فيه الدولة في أن تنفذ القرار أو ترفض باعتبار أن مثل هذه القرارات سيادية والسودان لم يستجب الى الآن ولم يطلب منا مغادرة السودان ولم تقم أي دولة عربية بهذا الأمر باستثناء ليبيا التي سحبنا منها سفيرنا نسبة للأوضاع التي كانت هناك بجانب اعتراف المجلس الانتقالي الليبي بالمجلس الوطني السوري وحديث مصطفى عبد الجليل بإرساله مقاتلين لسوريا لمحاربة الحكومة السورية. أنت تقول إن الخرطوم علاقتها جيدة مع النظام السوري إذن لماذا تسمح بأن تخرج مظاهرات تندد بنظام الأسد، حتى أن قادة الحزب الحاكم خاطبوا مهرجاناً لنصر الشعب السوري؟ السودان بلد يكفل حق حرية الرأي والتظاهر ونحن نأسف لماجرى في دار حزب الأمة والتهجم على البروفسير ابراهيم غندور ونحن نتقبل مثل هذه المواقف التي تحتج وتتظاهر ضدنا وأن يقف في إطار الاختلاف السياسي وألا يتطور الى عمل عسكري مسلح وفي السودان نحن نحترم من يتظاهر ضدنا ولم نطلب من الحكومة أن توقف مثل هذه المظاهرات وحتى نحن لم نخبر حكومتنا بمثل هذه المظاهرات وجاء البعض منهم واحتج أمام السفارة و"شتمونا" وتقبلنا الأمر بصدر رحب والرئيس بشار الأسد عند وداعي قال لي: "أنت سفير للمعارضين والموالين".