لعصب السابع التعليم..حان الوقت..!! شمائل النور بعد أقل من شهر، موعد قيام مؤتمر التعليم الذي يُنتظر على أعلى درجات القلق والشفقة على الوضع التعليمي الراهن، أو ما وصلت إليه عملية المعرفة ككل، منذ أن امتدّت أيادي الدمار إلى المناهج التعليمية والسلم التعليمي الذي وضحت نتيجته الكارثية، وبإقرار من وزارة التربية والتعليم ذاتها.. الحفرة التي وقع فيها التعليم كعملية تربوية لن يكون من السهل الخروج منها، لكنه ليس مستحيلاً على أية حال، فكل ما لحق بأي قطاع من قطاعات الخدمات الأساسية يُمكن أن يُعدل مساره وإنقاذ ما يُمكن إنقاذه وبالتالي تعويض ما فات على الناس ليلحقوا بالأمم، إلا التعليم، ففاتورة التعويض فيما فات الناس فيه ليس بالشيء السهل اليسير المنال، ولا تقل عن فواتير الحرب والسلام التي يدفعها كل أبناء هذا الوطن، فقط لأن التعليم طعام يدخل العقول فإما سممها وإما نتج عن ذلك صحة جيدة.. فالحسرة على ما وصل إليه التعليم لن تنتهي حتى لو انتهت الأزمة لأننا مواجهون بآلاف العقول الخاوية وليست من حسرة أكثر من ذلك. المناهج التعليمية تحتاج إلى عملية جراحية جذرية فالمواد التي تُدرس الآن في المراحل الدراسية المختلفة حتى الجامعية، يتفق الجميع في أنها لا ثُمثل أدنى نسبة من العملية التعليمية المواكبة للعصر والتي من شأنها أن تجعل الأجيال تتنافس على العالمية في كل المجالات.. بل هي لا تمثل عملية معرفية كاملة بقدر ما هي تربوية دينية اختزلت كل العملية التعليمية في مقررات ثقيلة الحمل على الظهور، وخفيفة الحمل في العقول، فقد أجرى خبير تربوي قبل فترة دراسة خلصت نتائجها إلى أن آلاف الطلاب مهددون بانحراف العمود الفقري، والحسرة تزيد عندما تطالع المناهج المقررة لمرحلة الأساس والتي هي أهم المراحل التعليمية، فالمعلومة والمادة التي يُحقن بها الطلاب في هذه المرحلة العمرية المهمة تُشكل دون شك كل معالم مستقبله، فإن صلحت المادة صلحت الأجيال وخرجت ناضجة وواعية، وإلا فالضرر يلحق بكل الأمة، وليس جيلاً بعينه.. قبل فترة وجيزة أقرّ بعض الخبراء التربويين أن التعليم في السودان وصل مرحلة الانهيار، ماذا ننتظر إذن، وزارة التربية والتعليم أقرت بالفم المليان بأن المناهج الحالية لابد من مراجعتها في أقرب وقت، وهاهو الوقت قد حان رغم فوات ما فات، لكن أن نلحق بما تبقى خير من أن نلطم الخدود،، الآن واقترب موعد قيام مؤتمر التعليم، المطلوب إيلاء هذا المؤتمر المصيري بالغ الاهتمام، المناهج أولاً والسلم التعليمي، ثم الجوانب المكملة لعملية المعرفة، كالنشاط المدرسي الذي كان راتباً في السابق، لابد من اتخاذ قرارات جذرية بشأن العملية التعليمية ككل ولابد من إخضاع توصيات هذا المؤتمر لورش علمية تولى المهمة فيها لأصحاب الخبرة أولاً الخُلص الذين يخافون على مستقبل هذه الأجيال. التيار