هل لاستقطاعات المعلمين علاقة بوخزات الربيع العربى؟ عمر الشريف بخيت [email protected] لم تكن نقاباتنا واتحاداتنا بالمستوى الذى يؤهلها لتحقيق الحد الادنى من المساعى الرامية لجمع هذا الشمل المبعثر ، ولم تكن قادرة فى يوم من الايام على درء الصدع الذى اصاب جدار المعلم والتعليم والانكى من ذلك انها كانت تقف موقف المتفرج فى كل امر يهم المعلم حتى كشوفات التنقلات التى تطال من لاظهر له أو من أبدى عدم الطاعة أو من أطلق لسانه بالمذام على الوضع المايل للمعلم، فاصبحنا نحن المعلمين أمة هزيلة لانقابة (تنفع) ولا اتحاد(يرقع) بل اقتصر دورها فى الاستقطاعات من المرتبات وركوب فاره العربات و طال سيف القطع حتى استحقاقات المعلمين من عمليات التصحيح للشهادتين الاساسى والثانوى الى متى تلتفت النقابات لدورها المنوط بها بعد ان فشلت فشلا ذريعا فى تحقيق اهدافها التى أنشئت من اجلها ‘ الى متى الخروج من نقابة المؤسسة واختيار الشخوص بليل ليمثلوا بنا ، فقد كانت نقابة المؤسسة هى آخر المسامير التى دقت على نعش النقابات الحرة النزيهة التى ياتى اعضاؤها عبر الانتخاب الحر المباشر ، لقد بلغ سيل المعلمين زباه من تكرار الوجوه لعشرين عاما ونيف وكان حواء المعلمين قد عقمت من غيرهم بل تجاسر بعضهم لضمان مقاعدهم بالنقل من المدارس الى المحليات والوزارات ليجثموا على صدور زملائهم ، أليس بين الموجودين من هو جدير بأن يمثل مؤسسته؟ فحتام تبقى النقابات غير قادرة على جمعنا وتوحيدنا وحمايتنا؟ وهل يعزى فشلها الى نشأتها الاولى بارادة حزبية لا تنتمى الى آمالنا وطموحاتنا ام يعزى الى تعاملها معنا بالاساليب الملتوية وخداعنا بالاكاذيب والخطب والتصريحات الفارغة ، فمنذ ان نشات هذه النقابات لم يعقد مؤتمر واحد ليقال للمعلم هاؤم اقرأوا كتابيا ، وان استقطاعاتكم ايها الاخوة التى استقطعت من حر مالكم وعرق جبينكم قد ذهبت لكذا وكذا الى متى هذا التغييب؟ والى متى هذه الاستقطاعات التى ارَقت مضجعنا وشاركتنا فى معيشة أطفالنا، ان الصروح التى شيدت منها كبرج المعلم وصالة المعلم وفندق المعلم ومستشفى المعلم ( والرماد كال المعلم) كانت كفيلة بأن تكون ماعونا ايراديا يضخ للمعلم فى صحته ومرضه وتعليم ابنائه وفى تهيئة الجو الصالح لعمله ولكن هيهات فما تم ويتم استقطاعه لصندوق دعم المعاشيين أصبح الحصول عليه كالعنقاء والخل الوفى ، يحال المعلم للمعاش وتحفى قدما المعلم لينال حقه بعد عام من احالته للمعاش او ربما بالاقساط المريحة للنقابة فسحقا لضعفنا عندما يقع الظلم امام اعيننا ولا نملك حيلة سوى المتابعة والصمت وعذرا لنفوسنا عندما تضيق صدورنا وتتزاحم الهموم فى قلوبنا و نشعر الا احد ممن حولنا يستمع الينا ويفهمنا فنلجأ الى البكاء لا الى أحد ونهدر كثيرا من حقوقنا ونصمت وما اقسى الصمت لحظتها ، فناح نوح والطوفان كالبركان فهتف يا رحمن يا منان فجاءه الغوث فى لمح البصر وانتصر وظفر ‘ واصبح يونس فى قاع البحر فى ظلمات ثلاث فارسل رسالة عاجلة فيها اعتراف بالاقتراف ‘ واعتذر عن التقصير فجاءه الغوث كالبرق لان البرقية صادقة ،وداؤود غسل بدموعه ذنوبه فصار ثوب توبته ابيضا لان القماش نسج فى المحراب والخياط امين وغسل الثوب فى السحر ، فاين نحن من هؤلاء الكرام البررة أنرفع اكفنا الى السماء عليهم ؟ وللبيت رب يحميه ، ام نصبر على أذاهم الى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا ‘ علما باننا لم نشهد فى تأريخنا الحديث نقابات تترك منسوبيها وتبحث العذر للحكومة اى نقابات هذى ؟ ابحثوا لها عن اسم آخر نقابات لاتضمن منسوبيها للتمويل الذى اقرته ووفرته الدولة اهى نقابات؟ وما زال صف من ينتظرون حقوقهم المحجوبة منذ العام 2006 طويلا طويلا ومثلهم من ينتظرون حقوق صندوق دعم المعاشيين الذى اصبح تجارة وقد قالوا المخصص للمتاجرة 30% فاين ال70% ؟ والى متى يظل ظهر المعلم مكشوفا لتنتاشه سهام النقابات ولكن على نفسها جنت براقش وما تشاءون الا ان يشاء الله . وذلك ما يجعلنا نشعر أننا كلما رجعنا للوراء وعدنا الى الماضى وتفاصيله وشاهدنا ما آلت اليه احوالنا فى حاضرنا المؤلم ، قلنا ان ماضينا أجمل وأفضل من حاضرنا فالامس عندنا أفضل من اليوم واليوم افضل من الغد فى هذه المتوالية الزمنية المتكررة وشاءت الاقدار أن نتقوقع عند التقاء عقارب التردى وفى قعر دائرة التعاسة فى الوقت الذى يكون فيه ماضينا هو الاسمى وفوق الاسمى والاجمل والاهدأ والاروع وما زلنا حتى يومنا هذا (على وجه التحديد) نردد حكايات الزمن الماضى كلما التقينا زملاء المهنة تحت سقف واحد فى بيت عزاء او فرح ونحن نودع كل يوم واحدا من زملائنا الكرام الذين انسربوا من بين ايدينا الى البرزخ دون ان نودعهم عليهم رحمة ربى وهو ما تبقى لنا من ود لاننا لانملك من حاضرنا ما يبعث فينا البهجة والسعادة والفرح ويعيد الينا الطمأنينة والاستقرار وبات من المسلَم به أن ذكريات ماضينا افضل من حاضرنا وسوف تكون ذكريات حاضرنا أفضل من مستقبلنا والله يستر من الجايات.