العصب السابع توليد الأزمات..!! شمائل النور أظن أن المؤتمر الوطني يُسجل للعالمين إقراراً رسمياً بأن الانتخابات الأخيرة التي اكتسح فيها كل أرجاء السودان كانت مضروبة بدرجة 100%، وإن سئلنا عن الدليل القاطع فهو أن المؤتمر الوطني لا يحترم نتائج هذه الانتخابات، بل لا يُقر بها أصلاً، مع أن الفائزين فيها هم من داخل رحم المؤتمر الوطني.. الاستقبال المفخّخ الذي قابل به أهل نيالا حماد إسماعيل الوالي عليهم عنوةً.. يُمثل شرارة حيّة لمؤشر انفلات أمني مبشرة به الولاية والبداية كانت صبيحة الأحداث أغلقت الجامعة والمدارس وتعطلت الحياة تماماً بمدينة نيالا، هذا طبعاً غير الأرواح التي أزهقت.. نعم، المركز احتج بأنه اعتمد على قانون الطوارئ الذي يخول له أن يعزل ويعين كما شاء وقت ما شاء، لكن تحت ظل قانون الطوارئ هذا قامت انتخابات، أتت بوالٍ اختاره شعب الولاية، وينبغي عملياً أن تكون حالة الطوارئ رُفعت، وفي هذا جدل لا ينتهي.. وما يلينا ليس عزل كاشا في شخصه أو تعيين حماد لشخصه، ما يلينا هو انفلات الأوضاع الأمنية في جنوب دارفور التي هي في الأساس غير مطمئنة، لو كان للوالي الجديد قليل وطنية لاعتذر فوراً عن هذا المنصب، بدل أن يعلن أنه لن يستقيل، وأنه قادر على تجاوز الأزمة، من يعلم ماذا سيحدث إذا بقي في منصبه شهراً، إن كان في غضون ساعات معدودة تعطلت كل الحياة في نيالا وأزهقت أرواح وجرح الكثيرون.. ما الذي يجبر الوالي الجديد أن يجثم على صدر ولاية أهلها لا يريدونه، ما الجدوى أن يبقى الوالي المعين بقرار رئاسي في منصبه ويتحمل المواطنون الثمن الباهظ لكل هذه الفوضى، لأجل ماذا، فما ذنب المواطن في كل هذا الهرج والفوضى.. نافع قال إن التظاهرات والاحتجاجات بنيالا لا تمثل رفضاً شعبياً للوالي الجديد الذي تنزل على الأرض بقرار رئاسي، وإن سلمنا أنها لا تعبر عن رفض شعبي لشخص الوالي، إلا أنها رفعت شعاراً واحداً هو عودة واليها القديم.. ماذا تعني ترجمة هذا الشعار. لابد من الاعتراف بأن قرار تعيين والٍ جديد على ظهر والٍ منتخب هو خطأ كبير والنتيجة بين أيدينا، بل هو قرار يضرب في دساتير وقوانين الدولة الكبيرة، ويعكس أسوأ صور الفوضى.. إلى الآن المركز لم يقل كلمته في الأحداث باستثناء ما قاله مساعد الرئيس، لا هم أقروا بأن الرفض الحاصل هو نتيجة طبيعية لعزل والٍ انتخبه الشعب، ولا هم رموا بالاحتجاجات في بطن المؤامرة كالعادة، ولم تنسب إلى الحركات المسلحة أو أحزب المعارضة، يُمكن أن يذهب بعض من بالمركز لأن كاشا هو الذي يقف وراء هذه الأحداث، وأن هؤلاء الرافضة ما هي إلا ميليشيات الوالي الغاضب والمتفاجئ بالقرارات.. لكن في نهاية الأمر نحن مواجهون بأزمة أمنية في الولاية، سؤال : لماذا كل قرار فيما يخص أزمة دارفور يزيد الأزمة اشتعالاً وتوغلاً إلى الأسوأ. التيار