صدي أحداث الجزيرة أبا وود نوباوي..!! أمال عباس ٭ ما زلت انادي باخضاع كل تجاربنا السياسية بجميع احداثها للتشريح والتقييم بالعيون المجردة البعيدة عن التأثر العاطفي حتى نستطيع الافادة من تجاربنا مهما كانت.. فكل جهد بشري لا يخلو من اوجه الخير والشر معا.. ٭ ويقيني ان مغادرة محطات الاحكام المطلقة على تجاربنا السياسية باتت ضرورة لانطلاقنا نحو آفاق ارحب .. فقد اقعدتنا الاحكام الاطاحية.. احزاب فاشلة دكتاتورية عسكرية «مايو شيوعية» والانقاذ اخوان مسلمون كلها احكام سهلة.. فلان شيوعي وعلان شمولي وفلتكان مايوي وذاك شعبي.. وآخر بعثي... الخ . ٭ تجاربنا كثيرة .. منذ بداية الحركة الوطنية وحتى سنوات الاستقلال التي فاقت نصف القرن ونحن ما زلنا على حالنا نتبع نفس اسلوب المعارضة والتأييد.. استوعبت هذه الخواطر المستقرة في ذهني وانا اقرأ كتاباً للاستاذ صديق البادي الذي ما زال يواصل البحث في تاريخنا المعاصر وذاك بجهده الذاتي في لملمة لأطراف الاحداث علها تقدم بعض المعلومات المجردة وان صاحبتها بعض وجهات النظر والآراء. ٭ الكتاب هو احداث الجزيرة ابا وود نوباوي مارس 1970م، قرأت الكتاب باهتمام دقيق فهو مليء بالمعلومات عن حدث كان له اثره على خارطة العمل السياسي وما زال.. ٭ استعرض المؤلف رسالة بعث بها السيد عثمان عبدالقادر عبداللطيف للامام الهادي المهدي في الجزيرة ابا استقبالات نميري عند زيارته للحصاحيصا وجاء في الرسالة ما جعل المؤلف يقف وهي جملة «لا يوجد اي نوع من العمل المنظم للاستفادة من هذا الوضع الساخط وان العمل يقتصر على الجهد الفردي والاتصال الشخصي المباشر.. ويقول صديق البادي في هذا ولفتت انتباهي في التقرير المشار اليه سبع كلمات وهي: ولا يوجد اي نوع من العمل المنظم .. وهي تعتبر في تقديري تقريراً قائماً بذاته وهي اصدق كلمات تصور الوضع الحقيقي للمعارضة وهي معارضة غير منظمة وكانت تحتاج لتنظيم وتبرعات ودعم مالي وجهد جبار وكانت المعارضة تحتاج لنفس طويل وجهد دؤوب صبور مع الانحناء قليلا ريثما تمر العاصفة وفي ذاك الزمان كان يمكن ان يكون للطلبة دور في اشعال الفتيل اذا وصلت الامور لدرجة الغليان الحقيقي.. ٭ وكان طلبة الاتجاه الاسلامي العريض بجامعة الخرطوم «امة اتحاديين اخوان مسلمين» يمثلون لو اتحدوا قوة مؤثرة ومؤهلة لأن تكون اداة ضاغطة في اطار حركة المعارضة السودانية لو كانت المعارضة منظمة ومحسوبة ومدروسة الحركة «ويجدر بالذكر ان بعض طلبة جامعة الخرطوم من الاخوان المسلمين سجلوا زيارات للجزيرة ابا في مجموعات صغيرة ومنهم وقتئذ قطبي المهدي الذي كلفه الشيخ الكاروري والاخوان المسلمون الآخرون الذين كانوا مع السيد الهادي ببعض المهام وبعثوه للابيض وغيرها من المدن وقبل فترة من الاحداث زار الجزيرة ابا من الاخوان المسلمين دكتور حامد محمد اسماعيل المحاضر بجامعة الخرطوم وزارها من طلبة جامعة الخرطوم المنتمون للاخوان المسلمين محمود جحا وماهل ابوجنة واحمد علي سالم «ود الحصاحيصا»..وغيرهم .. وكان الطلبة المنتمون لحزب الامة وكيان الانصار قد سجلوا عدة زيارات للامام الهادي بالجزيرة ابا في تلك الايام ومنهم الصادق بله وعباس برشم ومكي يوسف وعبدالرسول النور والزهاوي ابراهيم مالك ومحمد آدم أحمد سعيد. ٭ وكانت تصل للامام الهادي تقارير من بعض العاملين بالقوات المسلحة وقوات الشرطة وكان من ضباط القوات المسلحة الموالين للامام الهادي الضابط مامون شرفي الذي كان يوافيه ببعض الرسائل والتقارير. ٭ لقد حسبت قيادة المعارضة في الجزيرة ابا والمتمثلة في الامام الهادي ومستشاريه ان الشارع السوداني في حالة فوران وغليان وانه قابل للانفجار وسنفجر اي حركة مقاومة غاضبة».. هذا مع تحياتي وشكري... الصحافة