صدي كتاب مليء بالمعلومات؟؟ امال عباس ٭ مازلت وسأظل أنادي بإخضاع كل تجاربنا السياسية بجميع أحداثها للتشريح والتقييم بالعيون المجردة البعيدة عن التأثر العاطفي.. حتى نستطيع الإفادة من تجاربنا مهما كانت.. فكل جهد بشري لا يخلو من أوجه الخير وألشر معاً. ٭ ويقيني ان مغادرة محطات الاحكام المطلقة على تجاربنا السياسية باتت ضرورة لانطلاقنا نحو آفاق أرحب.. فقد اقعدتنا الأحكام الإطاحية.. أحزاب فاشلة.. ديكتاتورية عسكرية.. مايو شيوعية الانقاذ اخوان مسلمين.. كلها أحكام سهلة.. فلان شمولي وعلان مايوي وفلتكان انقاذي.. وذاك وصولي.. وهذا انتهازي ومصلحي.. وتنتهي الاحكام عند هذا الحد. ٭ تجاربنا كثيرة.. منذ بداية الحركة الوطنية وحتى سنوات الاستقلال التي قاربت الثمانية والخمسين عاماً.. ونحن مازلنا على حالنا نتبع نفس أسلوب المعارضة والتأييد. وإرسال الاحكام وقلب الصفحات مع تغيير الأنظمة. ٭ استدعيت هذه الخواطر المستقرة في ذهني وأنا أقرأ للمرة الثانية كتاباً للاستاذ صديق البادي صدر في عام 3002 وصديق البادي مازال يواصل البحث في تاريخنا المعاصر وذاك بجهده الذاتي في لملمة أطراف الاحداث علها تقدم بعض المعلومات المجردة وان صاحبتها بعض وجهات النظر والآراء. ٭ الكتاب هو أحداث الجزيرة أبا وود نوباوي 11 مارس 0791 قرأت الكتاب باهتمام دقيق فهو مليء بالمعلومات عن حدث كان له أثره على خارطة العمل السياسي ومازال. ٭ استعرض المؤلف رسالة بعث بها السيد عثمان عبد القادر عبد اللطيف للإمام الهادي المهدي في الجزيرة أبا.. يحدثه فيها عن سيطرة القوى المعارضة لنظام مايو على استقبالات نميري عند زيارته للحصاحيصا.. وجاء في الرسالة ما جعل المؤلف يقف.. عند جملة (لا يوجد أي نوع من العمل المنظم للاستفادة من هذا الوضع الساخط وان العمل يقتصر على الجهد الفردي والاتصال الشخصي المباشر.. ويقول صديق البادي في هذا (ولفتت انتباهي في التقرير المشار اليه سبع كلمات هى ولا يوجد أى نوع من العمل المنظم وهى تعتبر في تقديري تقريرا قائما بذاته وهى اصدق كلمات تصور الوضع الحقيقي للمعارضة فهى معارضة غير منظمة وكانت تحتاج لتنظيم وتبرعات ودعم مالي وجهد جبار، وكانت المعارضة تحتاج لنفس طويل وجهد دؤوب صبور مع الانحناءة قليلاً ريثما تمر العاصفة.. وفي ذلك الزمان كان يمكن ان يكون للطلبة دور في إشعال الفتيل اذا وصلت الامور لدرجة الغليان الحقيقي.. وكان طلبة الاتجاه الاسلامي العريض بجامعة الخرطوم.. أمة، اتحاديين، اخوان مسلمين يمثلون لو اتحدوا قوة مؤثرة ومؤهلة لأن تكون أداة طاغطة في اطار حركة المعارضة السودانية لو كانت المعارضة منظمة ومحسوبة ومدروسة الحركة.. ويجدر بالذكر ان بعض طلبة جامعة الخرطوم من الاخوان المسلمين سجلوا زيارات للجزيرة أبا في مجموعات صغيرة ومنهم وقتئذ قطبي المهدي الذي كلفه الشيخ الكاروري والاخوان المسلمون الآخرون الذين كانوا مع السيد الهادي ببعض المهام وبعثوا للابيض وغيرها من المدن وقبل فترة من الاحداث زار الجزيرة أبا من الاخوان المسلمين دكتور حامد محمد اسماعيل المحاضر بجامعة الخرطوم وزارها من طلبة جامعة الخرطوم المنتمين للاخوان المسلمين محمود جحا وماهل ابو جنة وأحمد علي سالم (ود الحصاحيصا) وغيرهم وكان الطلبة المنتمون لحزب الامة وكيان الأنصار قد سجلوا عدة زيارات للإمام الهادي بالجزيرة أبا في تلك الايام ومنهم الصادق بلة وعباس برشم ومكي يوسف وعبد الرسول النور والزهاوي ابراهيم مالك ومحمد آدم أحمد سعيد. ٭ وكانت تصل للإمام الهادي تقارير من بعض ضباط القوات المسلحة لموالين للإمام الهادي الضابط مامون شرفي الذي كان يوافيه ببعض الرسائل والتقارير. ٭ لقد حسبت قيادة المعارضة في الجزيرة أبا والمتمثلة في الإمام الهادي ومستشاريه ان الشارع السوداني في حالة فوران وغليان وانه قابل للإنفجار وستفجره أى حركة مقاومة غاضبة. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة