زمان مثل هذا النفط.. سيناريو مفتوح الصادق الشريف قلنا من قبل أنّنا نخشى أن تكون الحكومة تائهة.. لا تملك خطةً واضحةً أو إستراتيجية حصيفة للتعامل مع (إيقاف الجنوب لضخ النفط عبر أنابيب الشمال).. والتي بدأت بتصريحاتٍ كانوا يظنونها مجرد تهديدات.. ومرّت الأيام.. كالخيال أحلام.. لتُثبت صدق توقعاتنا. فكلّ المسؤولين الحكوميين كانوا يتصوّرون (ويقولون ما يتصوّرونه) بأنّ حكومة الجنوب لن تصمد في معركتها التي افتعلتها حول النفط. فقيل أنّها (مناورة).. ثمّ تراكمت التصريحات ليُقال في خاتمة الأمر أنّها (مؤامرة).. وبين المناورة والمؤامرة.. تنقلت مواقف الحكومة هبوطاً إلى درجة (قد) لا يمكن التنبوء بآخرها وفق درجات السلم بدأت ب(التهديد).. وانتهت ب (الاستكانة). بدأ خطاب الحكومة ب(التهديد).. بأنّ الخرطوم ستأخذ حقّها من النفط عيناً وشهراً بشهر.. وأصبح الأمر وكأنّه شفرة حكومية.. يقولها أصغر مسؤول حكومي بذات لهجة المسؤول الأكبر. بل وعلى سياق ما يفعله الكونغرس الأمريكي.. شرع المجلس الوطني في تشريع قانون أسماه (قانون رسوم البترول) لأخذ قيمة النفط عيناً من (أيِّ دولة) لا تدفع مستحقاتها (كاش) للسودان.. وبالطبع فإنّ عبارة أيِّ دولة تعني دولة الجنوب.. لكنّ القانون شُرِّع وكأنّما هنالك خمسين دولة تستخدم منشآتنا النفطية. المرحلة الثانية من الخطاب الحكومي بدأت بعد أن أعلنت جوبا عن نيّتها إغلاق أنابيب النفط.. وبدأت بمربع 5A فتحولت اللهجة إلى لغة (الوعظ).. في محاولة لتذكير جوبا بضرر إيقاف النفط على البلدين. المرحلة الثالثة بدأت بعد أن بثَّ تلفزيون الجنوب.. الشروع الفعلي لمسؤولي حكومة الجنوب في إغلاق أنابيب النفط.. فتحوّلت لهجة الخرطوم إلى الهجوم (الوقائي) باتهام جوبا بالقيام بمحاولات لإسقاط الحكومة في الخرطوم عبر الضغوط الاقتصادية (إيقاف ضخ النفط) والضغوط الأمنية (دعم الحركات المتمردة على الخرطوم). المرحلة الرابعة كانت أقرب للتراجع الشامل.. أو هو (الاستكانة) وانتظار ما تأتي به الأقدار.. حينما تمّ توجيه وزارة النفط بأن تكون على أهبة الاستعداد للإفراج عن ناقلتي نفط تتبعان لحكومة الجنوب فور التوقيع على اتفاق التسوية. ولإشراك القراء في هذا السيناريو.. سنسأل سؤالاً تخمينياً.. (حسب توقعاتك.. ما هي المرحلة الخامسة.. التي ستتجه إليها حكومة الخرطوم في تعاملها مع حكومة الجنوب؟؟). تلميح: للإجابة عن هذا السؤال أعلاه سنساعد القارئ بالمعلومات التالية.. كتبت صحيفة الخليج الإماراتية أنّ حكومة الجنوب وقّعت اتفاقاً مع واشنطن.. تدفع بموجبه الأخيرة قيمة فقوداتها من النفط لمدة خمسة أعوام.. والمقابل هو شراء أمريكا لنفط الجنوب.. وتسلمت جوبا مبلغ 1.5 بليون دولار قيمة فقودات يناير 2012م. توضيح: يمكنك الاستعانة بصديق.. على أن يكون محايداً في صراع شمال/جنوب.. وإذا لم تجد (ولن تجد).. فحاول الاستعانة بالجمهور.. ف (قديماً) قيل أنّ أمّة الرسول الخاتِم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لن تجتمع على خطأ. التيار