بترودار تنفي شائعة أنبوب حقل عداريل خبير: إيقاف ضخ النفط كارثة اقتصادية ونذر وعلامات للحرب الخرطوم : هالة، سلوى حمزة نفى مصدر مطلع بشركة بترودار للبترول ل(السوداني) صحة ما رشح من أنباء حول اتجاه الشركة إلى إغلاق أنبوب النفط في منطقة عداريل بتوجيه من حكومة دولة الجنوب. وقال المصدر إن هذه المعلومة لا أساس لها من الصحة، خاصة وأن التصريحات صادرة عن المسئولين المعنيين بدولة الجنوب، مذكراً أن الإغلاق سيبدأ بعد أسبوعين. وفي سياق ثان أكد أحمد الرفاعي المدير السابق بإحدى إدارات المؤسسة العامة للبترول اختصاصي علم الوقود والبيئة الأثر السالب لقرار إغلاق دولة الجنوب لأنبوب النفط على دولتي السودان والجنوب. وقال ل(السوداني) إن تواجد النفط بالأنابيب من دون ضرورة تشغيلية أو علمية أو فنية وهندسية من شأنه إحداث ما يعرف بالتآكل الصدئي نظراً لاشتمال النفط الخام على الكثير من الشوائب والمواد المسببة للصدأ والكبريت والفانيديم والمواد غير الهايدروكاربونية مما يتطلب إجراء النظافة الدورية للأنابيب, مبيناً الأثر السالب لإيقاف البلوفة على المصافي والتي ستتعطل خاصة مصفاة الجيلي والتي قال إنها صممت خصيصاً لتصفية خام الجنوب الشمعي، الأمر الذي يترتب عنه إجراء تعديلات على وحدات التصفية بالمصفاة إن طال أمد الإيقاف لتصلح لتصفية النفط الذي يتم استيراده من الدول المصدرة مما يكلف الدولة السودانية مبالغ طائلة، كما ستفقد كذلك رسوم عبور النفط الجنوبي، واجراء الكثير من التحوطات الأمنية لتأمين الأنابيب التي تمر عبر الشمال للحيلولة دون تعرضها للكسر. وقال الرفاعي إن إيقاف الخط الناقل والذي يبلغ طوله (1110) كلم يبدأ من داخل محطة المراقبة الرئيسية ليتدرج لباقي المحطات وصولاً لمحطة الاستلام النهائية، مشيراً إلى أن هنالك مجموعة من البلوفة يتم قفلها كذلك ولكن يبقى الأنبوب الرئيسي مليئا بالنفط سواء أكان خاماً أم في شكل منتجات نفطية. وأكد الخبير الاقتصادي بروفيسور عصام عبدالوهاب بوب أستاذ الاقتصاد بجامعة النيلين أن قرار إيقاف ضخ النفط عبر الشمال يشكل كارثة اقتصادية وأن الموقف محير والحصيلة الاقتصادية خسارة اقتصادية للطرفين الشمال والجنوب، إضافة إلى المحن الاقتصادية الحالية والفجوة الكبيرة في الموارد الحكومية إضافة لما هو يحدث الآن من إهدار للموارد. وقال بوب ل"السوداني " إن إيقاف ضخ النفط غير مجد ولا يشكل إلا نذراً وعلامات للحرب وليس في صالح الشمال والجنوب معاً، معتقداً أنه من الأجدى أن يكون هناك اتفاق بين الطرفين ولكن تدخل عوامل سياسية وضغائن سابقة مما لا تتيح للقرار السياسي أن يراعي المصالح الاقتصادية، وإذا توقف ضخ النفط يتضرر الجنوب ضرراً بالغاً لأنه يشكل المورد الاقتصادي الوحيد للجنوب وهو في أمس الحاجة لشراء الأغذية لأنه في حالة انعدام الأمن الغذائي بصورة كاملة فهذا سيؤدي ليس لإضرار فقط بل لمجاعة تامة تضاعف من بوادر الحرب الأهلية الدائرة في مناطق متعددة في الجنوب. وأوضح بوب أن القرار النهائي لإيقاف ضخ النفط عبر الأنابيب يشكل أمراً غير حقيقي إذ إنه في مضمونه الأول نص على إيقاف ضخ النفط ثم تم تعديله إلى ضخ النفط في ظرف أسبوعين، ثم أتت الأنباء العالمية بأن هناك تدخلا من الحكومة الصينية للحفاظ على مصالحها في الشمال والجنوب بالنسبة للمنشآت والنفط حتى ميناء بورتسودان. وأكد دكتور أبو القاسم أبو النور أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم أن عملية إيقاف ضخ النفط تؤثر على دولة جنوب السودان في فقده لمبيعات النفط وعلى الشمال فيما يتحصل عليه من استحقاقات من عبور النفط وتتضرر الشركات العاملة في مرحلة إيقاف النفط. وقال أبو النور ل"السوداني " إن خبر إيقاف النفط مزعج وغير سليم في هذا التوقيت خاصة أن الموارد بسيطة، متطلعاً إلى أن تحل المشكلة سلمياً حتى لا تصل لحد النزاعات وتكون مكلفة للدولتين.