د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] قلل أمين عام التعليم العالي، عمر أحمد عثمان من خطورة هجرة الأستاذ الجامعي بقوله: «لا أعتقد أن عدد المهاجرين يشكل هاجساً، فهم نسبة ضئيلة مقارنة بالموجودين ممن يمارسون عملهم بنشاط» هل يعلم الأخ أمين عام التعليم العالي ان عدد الأساتذة الجامعيين الذين هاجروا في نهاية العام الماضي أكثر من ستمائة أستاذ جامعي؟ وليت الأخ أمين عام التعليم العالي، عمر أحمد عثمان أوضح لنا تخصصات هؤلاء الأساتذة! وهل يعلم الأخ أمين التعليم العالي ان معظم من يعملون بالجامعات السودانية هم من حملة الماجستير وربما من حملة البكلاريوس فقط؟ وهل يعلم الأخ أمين عام التعليم العالي كم يبلغ راتب الأستاذ الجامعي؟ وهل قارن بين مرتب الأستاذ الجامعي وبين مرتبات اخرى في السودان؟ هل حضر الأخ الأمين المؤتمر الأخير الذي عقد بقاعة الشهيد الزبير وخاطبه الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية وتمت فيه مقارنة مرتب الأستاذ الجامعي في السودان وبعض الدول العربية وبعض المهن الاخرى؟ بعد خطاب سيادته ماذا حدث وقد طالب علي عثمان محمد طه الأستاذ الجامعي بالتضحية! صديقي الدكتور (أ) خرج من قاعة الشهيد الزبير وتوجه الى الخارجية لتوثيق شهاداته وقال لي انه مغادر السودان... كم عدد الذين غادروا أو فكروا في الهجرة منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم؟ هل يملك الأخ أمين عام التعليم إحصاء بذلك؟ أتمنى ذلك. الأخ أمين عام التعليم العالي بدلاً من التصريحات التي لا نجد مفراً من تصنيفها بأنها من أنواع الدعاية المضادة التي تسعى إلى بث الطمأنينة في نفوس الناس ولا يسندها الواقع وكان على الأخ أمين عام التعليم العالي البحث عن أسباب الهجرة لأنه ان قلل من أثرها اليوم فهذا لن يثني الآخرين من الهجرة ولن يوقفها بل سيحفز الكثيرين عليها وسنستيقظ يوماً فلا نجد استاذاً جامعياً من حملة الدكتوراه ويومها سنبكي على اللبن المسكوب! الأخ أمين عام التعليم لقد حكى لي احدهم بان مساعدي التدريس يعملون بجامعة الخرطوم لمدة معينة (فترة عامين) هي فترة تمنحهم الخبرة يصبرون فيها على قلة الراتب وبعدها يتركون الجامعة وأرجو منكم ان تتحققوا من هذه المعلومة... فقد قال لي هذا الأستاذ إنهم يدربون السودانيين ولا يستفيدون منهم! وهذا ينفي مقولتكم بانهم يمارسون عملهم بنشاط... ونتساءل كيف يمارسون عملهم بنشاط وهم لا يجدون العائد المالي المجزي؟ وكيف يواصلون هذا العمل؟ وهم يشاهدون المهاجرين يحققون أحلامهم في بناء المسكن وامتلاك السيارة وتعليم الأبناء ويتمتعون بدخول عالية. واخيراً طالب السيد رئيس الجمهورية الأساتذة الجامعات المشاركة في وضع الدستور ولم يوضح لنا كيف سيشارك هؤلاء في وضع الدستور؟ هل سيتركون محاضراتهم؟ أم معني فقط أستاذ جامعة الخرطوم لان الدراسة بها معطلة؟ ام سيتم تعيين الاساتذة بالمجلس التشريعي؟ أم ستتكون لجان متخصصة من الاساتذة؟ والله من وراء القصد.