د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] وقفنا قبل ايام في مقام الهجرة ونحن نطالع دفع (12) من خيرة الكوادر والكفاءات العلمية بكلية الطب بجامعة الخرطوم استقالاتهم مفضلين الهجرة خارج السودان، أبرزهم الاستشاري بأمراض الكلى ومدير مركز نورة لأمراض وجراحة الكلى اطفال (الوحيد في السودان) د.محمد بابكر عبد الرحيم. وقال عميد كلية الطب بجامعة الخرطوم البروفسيور عمار الطاهر خلال مخاطبته احتفالية نظمتها مستشفى سوبا الجامعي لوداع (د.محمد بابكر) أن كلية الطب بجامعة الخرطوم فقدت (12) من خيرة علماء وكوادر الطب من حملة الشهادات العليا (بروفيسورات ودكاترة)، مشيراً إلى خطورة هجرة الكوادر العلمية الرفيعة إلى الخارج، وأضاف احدى الدول العربية الصديقة فتحت عددا كبيرا من الجامعات واصبحت تستقطب الكوادر السودانية في شتى المجالات. من جانبه اكد المدير العام لوزارة الصحة ولاية الخرطوم د.صلاح الدين عبد الرازق أن هجرة الكوادر الطبية إلى خارج البلاد يمثل كارثة، مشيراً إلى أن الاطباء الذين غادروا السودان مؤخراً يمثلون علماء وكفاءات نادرة في مجال الطب وطالعنا ايضاً تصريحات وزير الدولة بوزارة تنمية الموارد البشرية والعمل آمنة ضرار خلال حديثها بجلسة مجلس الولايات حيث قالت إن الكوادر المهاجرة من المهن الصحية والتعليمية في تزايد مستمر، وأضافت بأن أعداد المهاجرين من الأطباء خلال الخمس سنوات الماضية بلغت(5028) طبيباً بينما بلغت أعداد المهاجرين من المهن التعليمية (1002) معظمهم خلال العام الحالي، وأكدت بأن هجرة أساتذة الجامعات في تصاعد مستمر سنوياً، مشددة على أن الأمر يعد تهديداً حقيقياً لقطاع التعليم العالي الذي قالت إنه فقد خلال العام الحالي(1002) من أساتذة الجامعات مقارنة مع (21) أستاذاً جامعياً خلال العام2008م أي ما يعادل أكثر من (46) ضعفاً مقارنة بالمهاجرين فى العام 2008م، وعزت أسباب هجرة الكوادر لضعف الأجور والمرتبات وقلة فرص العمل وتزايد العاطلين عن العمل والحاجة للحصول على موارد مالية من العملات الصعبة بجانب الاتفاقيات في مجال التعاون الثنائي بين السودان والدول الشقيقة والصديقة، وطالبت آمنة بضرورة تبني سياسة شاملة ومتوازنة لإدارة هجرة الكوادر الوطنية وتبني حزمة من السياسات التي تساعد على اجتذاب الكوادر والخبرات السودانية العاملة بالخارج ومراجعة القوانين واللوائح المنظمة للهجرة وضبطها، مؤكدة بأن الطلب على الهجرة سيستمر بسبب ضعف قدرة الاقتصاد بالبلاد على ايجاد فرص عمل جديدة وضعف الأجور المحلية مقارنة بارتفاع تكاليف المعيشة. التقيت يوم السبت الماضي صديقي الدكتور(أ.ص.) فاخبرني بانه قادم من وكالة(.....) للاستخدام الخارجي وقد اعلنت عن حاجة جامعة عربية لاساتذة جامعيين من تخصصات مختلفة... صديقي قال لي انه لم يكن ينوي الهجرة ولكنه عمل كاستاذ متعاون بجامعتين ولم يتم تعيينه بالرغم من حاجة الجامعتين اليه، ورغم تعيين من هم اقل منه فقد نال البكلاريوس والماجستير والدكتوراة بتقدير ممتاز... وظل يتلقى الوعود طوال العام الماضي ولكنها وعود كاذبة وهو يعتبر عمله كاستاذ متعاون استنزاف له واستغلال واذلال... وقال ان الاستاذ المتعاون بعد ارتفاع تذكرة المواصلات ووجبة الفطور يصرف على الجامعة بدلاً من ان تصرف له الجامعة ويتساءل اين وزارة التعليم العالي من هذا العبث الذي يسمى تعاون؟ والله من وراء القصد