1 خالد دودة قمر الدين [email protected] من تلودي عاصمة ولاية جنوب كردفان إلى العباسية المسافة طويلة بالبر والمناظر الطبيعية خلابة خاصة عند بداية الخريف او تراجعه لان السفر في تلك المسافة عز الخريف يعد رابع المستحيلات حيث الغابات والخيران والوديان والمطبات والجبال وكل الجمال والمدن الحدائق خاصة أنقارتو وابو جبيهة وتجملا ورشاد وحتى مشارف العباسية حيث الخضر وجناين المنقى وعن جناين المنقى هذه أسألوا العنبة الرامية فوق بيت ناس عبد اللطيف البوني ! هذه المنطقة الشرقية من الولاية حباها الله بالذهب منذ سنين خلت وإبتلاها بالحرب والنهب وإن كانت عمليات النهب هذهتعد حوادث تقع من حين إلى آخر بالقرب من الليري إلا أن مدينة ابو جبيهة التي تعد العاصمة التجارية لكل هذه الولاية بفضل كثافتها السكانية لم تسلم هي الأخرى من حوادث القتل والنهب التي تحدث بجناينها إذ أنها معبر لكثير من الفرقان والقرى ،وهذه الأحداث نتاج طبيعي لحالة الحرب الدائرة الآن. عموم الأهالي في هذه المنطقة بإستثناء تلودي التي شهدت معارك ضارية بين طرفي النزاع ، كانوا حتى وقت قريب في أمن من خوف يربطهم بالشمال أو قل بأم روابة (شمال كردفان) طريق أُصطلح عليه بالطريق الدائري تطاول عليه الأمد وكأني به يتقدم إلى الأمام ويتأخر إلى الخلف؟ ولكن رغم سلحفائيته إلا أنه يمثل الشريان الذي يربطهم بشمال كردفان والنيل الأبيض والخرطوم وعبره يتحركون وتأتيهم كل حاجياتهم الإستهلاكية وغيرها . بدلت الحرب هؤلاء الأهالي أمنهم خوفاً وجعلتهم في حيرة من أمرهم يتساءلون (الطريق فتح)؟؟ الطريق ما فتح !! ، بالطبع هذا بعد حادثة الإختطاف الشهيرة التي وقعت على معسكر الصينيين الذين يعملون في هذا الطريق بين مدينتي رشاد والعباسية مما تسبب ليس في تعطيل هذا الطريق فحسب وإنما في نزوح الكثير من مواطني المدينتين المذكورتين حيث نزح أهالي رشاد جنوباً بينما نزح أهالي العباسية شمالاً بجانب الكثير من القرى القريبة من موقع الحدث التي تركها أهاليها...(نواصل)