بيان من المكتب السياسي المشهد السياسي في بلادنا ينذر بمزيد من الكوارث والإنهيارات بسبب سياسات حزب المؤتمر الوطني السادرة والمثابرة في تنفيذ منهج تمزيق الوطن: فمع وصول الحوار في أديس أبابا، حول القضايا العالقة، إلى طريق مسدود، ينبري قادة النظام في إظهار مدى براعتهم في قرع طبول الحرب مع دولة الجنوب، في الوقت الذي لا يزال فيه الوطن ينزف والشعب يموت والأرض تحترق من جراء الحرب الأهلية في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق. ويزداد المشهد السياسي قتامة، بإستمرار آلية القمع والاعتقالات ومصادرات حق التعبير، بل ومساهمة النظام في رعاية وتشجيع دعاة الهوس الديني ليوزعوا جرائمهم في تكفير قادة العمل السياسي وإهدار دمهم، مما يهدد بأيام شؤم قادمات. وفي مواجهة التململ والاحتجاج الواسع ضد سياسات النظام، والذي إتسع ليشمل منسوبي الحزب الحاكم في مختلف المجالات، بما في ذلك بوادر تمرد الولايات على سياسات المركز، يرفع النظام، عصا الوعيد والتهديد والبطش، في استهزاء واحتقار للنظام الفدرالي الذي صاغه النظام حسب مقاساته هو، وليس وفق الواقع الحقيقي في البلاد. إننا في الحزب الشيوعي السوداني، نؤكد موقفنا المعلن والثابت، في: - المطالبة بوقف الحرب الدائرة في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، مع ضرورة إتخاذ تدابير عاجلة لفتح طرق آمنة لمساعدة مواطني المنطقتين حتى يتم توصيل الغذاء والدواء إليهم. - رفضنا للهجة التصعيد والمواجهة مع دولة جنوب السودان، وضرورة العمل الحازم لمنع إندلاع الحرب والتي ستأتي وبالا على الشعب الواحد في الدولتين، والتمسك بمنهج التفاوض لحل القضايا العالقة. - إدانتنا لتخرصات دعاة الهوس الديني والذين لا يهمهم أمن وسلامة هذا البلد ومواطنيه، وهم في النهاية يشكلون مخالب قط لسياسات الخصومة والقمع ضد المعارضة، وندعو لتشكيل جبهة واسعة من المفكرين والمثقفين ورجال الدين الشرفاء وقادة الطرق الصوفية من أجل التصدي لهذه الهجمة الشرسة التي تستهدف حرمة الضمير وحرية المعتقد. إن الوطن يمر بمنعطف خطير...ولا بد من تكاتف جهود كل القوى الوطنية والشريفة من أجل التخلص من الشمولية وفتح ابواب التحول الديمقراطي واسعة حتى يتهيأ المناخ لعقد مؤتمر قومي يتم فيه الاتفاق على مشروع وطني يعالج أزمة البلاد من جذورها. المكتب السياسي الحزب الشيوعي السوداني 7/2/2012