في السودان مافي حاجة غريبة ، وانتهي زمن الاندهاش يوم أن تولي السدنة والتنابلة مقاليد الأمور . تذهب لتدفع الاشتراك الشهري في القناة الفضائية وكان مقداره 40 جنيه فتجده قد أصبح 50 جنيه ويقولوا ليك دي قيمة مضافة . وتنقص ماهيتك فجأة وعندما تسأل يخطرونك بأن البدلات هجمت عليها الضريبة . وتقوم عمارة من سبعة طوابق في شهر ونص وصاحبها موظف عادي كان " بياكل" زبادي ، ولو قلت ليه من أين لكم هذا رد عليك " ملك الملوك إذا وهب لا تسأل عن السبب " . وبقت (الغرايب) حاجات عادية ولو قالوا ليك في باسطة بدون سكر صدّق . لكن من الغرائب التي لن (تنبلع) مسألة انتظار مجلس تشريعي الخرطوم لفتوي فقهية قبل مناقشة قانون التبغ . ووجه الغرابة ان مسألة الفتاوي باتت حاسمة دون أن ينص دستور السودان علي ذلك . ووجه الغرابة أيضاً أن مجلس الخرطوم التي يحفها الفقر من كل جانب لا هم له إلا التبغ والتمباك ، ونسي الأسعار والبطالة والكوراك . ولو قال أي زول أنا مفتي وعمل البت حرام فهل سيجيز المجلس قانون بقاء المرأة في البيت ؟ ولو قال أحدهم أن الزريعة زائد الخميرة زائد الموية حلال فهل يصدق النواب مرة أخري علي 7 بيوت أو عشرة أو عشرين !! عندما يصبح الدين أداة سياسية فإن (2+1) يمكن أن يعملوا أي قوانين سبتمبر بما فيها محاكم الطوارئ وأي بوليس سواري . في بلدنا مشاكل عويصة لا تبتدئ بسعر الرغيفة كم ولا تنتهي ب " يا بوليس ماهيتك كم " . ومشاكل أخري مع جمهورية جنوب السودان عنوانها " في الدمازين انقطع بنزين “ وشكلة بدون حجّاز بين المرتب والمعاش وكيس الملاح ، واعتصامات واحتجاجات قفلت جامعات . قال عادل إمام لواحد فضولي في مسرحية شاهد ما شافش حاجة " هو أنا ناااقص " ، والجملة مهداة للحكومة التي تعمل بالمثل اليائس " كان غلبك سدّها وسّع قدها " . طالما كان البترول مافي والقطن " بابّح " مطلوب فتوي عاجلة لزرع الخشخاش من أجل جلب الكاش الذي يقلل النقاش . يمكن جلب خبراء من طالبان باكستان لكيفية تحويل الهيروين إلي لبان أو بمبان منعاً لأي مظاهرة في كسلا أو بورتسودان . كان يا ما كان في نيفاشا ، وبلد إسمها فتّاشة وحكومة عاوزة قروض من دول عايزة انبراشة الميدان