قراءة تانية (كورال الأحفاد)ذكريات السر قدور منذ فترة طويلة لم تشهد ساحة الغناء السوداني عملا فنيا رائعا متكاملا مثل العمل الذي قدمته مجموعة كورال الأحفاد في ختام احتفالية الأديب الكبير الطيب صالح مساء الخميس الماضي .. وإذا كان العمل هو احتفال بالطيب صالح فهو عمل يستحق أن نحتفل به ويحتفل به أهل الفن . وقد أعاد لي هذا العمل الفني الرفيع لأكتب عن الأعمال الفنية الجديدة وكان آخر عهدي بذلك قبل سنوات طويلة عندما قدم الفنان الكبير محمد الأمين أغنية ( الجريدة ) للشاعر الزميل الكبير فضل الله محمد وقلت يومها انها أغنية ( جديدة ) في كلماتها وفي أسلوب التلحين والغناء الذي قدمه الفنان محمد الامين ومازلت أعتقد أنها أغنية ( علامة ) يجب ان نستمع ونستمتع بها . واعود الى انشودة ( الذكريات ) التي قدمها كورال الأحفاد وأتوقف أولا عند إبداع الملحن مصطفى شريف الذي بدأ اللحن بدخول بطيء متمهل واستخدم بصورة موحية آلة النفخ مع مساندة الآلات الوترية لإدخال المستمع في أجواء وأشجان عوالم الذكريات ثم دخول الإيقاع الهادي ليكمل ذات الفكرة .. وبدأ الغناء بذات النسق قبل ان يتصاعد رويدا رويدا .. ثم كان ذلك الحوار البديع بين الغناء الفردي ( السولو ) ومجموعة الكورال ، وقد وصل هذا الحوار الى قمته في الجزء الأخير وكانت الفنانة التي غنت ( السولو ) الأخير في قمة الروعة والإبداع الأدائي لقد حلقت في سماء التجديد وارتكزت على روح التراث الغنائي السوداني . ووصل إبداع الملحن القدير مصطفى شريف الى قمته في المقطع ( الأوبرالي ) الذي لم ينفصل عن أجواء وأشجان اللحن الاساسي ثم عاد ليختم اللحن في نفس الأجواء التي بدأ بها الهدوء وحوار الآلات مع مشاركة كورال رجالي وخفوت اللحن شيئا فشيئا . نعم لقد كان كورال الأحفاد والملحن مصطفى شريف من أجمل لوحات احتفال الاديب الكبير الطيب صالح الفنية ومن اللوحات الأدبية الاحتفال بأستاذ الأجيال وحامل راية التجديد الدكتور عز الدين الامين .. وكذلك الاحتفال بأحد أعلام القصة السودانية والعربية وهو المبدع بشرى الفاضل ، من لوحات الاحتفال أيضا الكلمة البليغة التي ألقاها يوم ختام الاحتفال الفريق الفاتح عروة الذي يستحق ان نضيف الى ألقابه لقب الأديب . لقد كانت احتفالية الطيب صالح التي نقلتها قناة النيل الأزرق مشكورة لكل أنحاء العالم مناسبة أدبية وفنية حققت العديد من الأهداف السامية. الراي العام