نور ونار تشابك الخيوط.. مهدي أبراهيم أحمد [email protected] عندما يعمل المرء فكره جاهدا في فك طلاسم مايعتور البلدان العربية من أحداث أطلق عليها مجازا (الربيع العربي) قد يقوده فكره الي أشياء معلومة ومجهولة في آن واحد فالربيع العربي الذي أحدث في بلدان شتي تغيرا ملموسا لن يستثني دولة عربية شئنا أم أبينا فالخارطة العالمية الجديدة تسعي لفرض نظام جديد بمعايير مختلفة تجعل من مقاييس القوة تكاد تختفي ليحل محلها قانون جديد يسعي لفرض هيمنته وبسط سلطانه بعيدا عن مراكز القوي (القديمة) التي كانت تمثل حجر عثرة أما بسط المشروع الجديد . في بلادنا منذ اتفاقية نيفاشا والتي ربطت تغيير المصير بعد ست سنوات حيث جري توقيع الأتفاق في العام 2005 علي الرغم من معارضة بعضنا في أن المدة غير كافية لأنزال قيم الوحدة الجاذبة الا أن رأي الغالبية ركل جانبا وتم التوقيع علي ست سنوات جعلت من بعضنا يرحب بها ويعمل جاهدا لتنفيذ الأنفصال ويسارع الخطي لهثا من خلال أنفصال الأقليم عبر الإعلام والمنبر ولكنه لم يعلم ساعتها أنه يشارك في تنفيذ أكبر مشروع أنزوي (أهله) بدورهم بعيدا وتحمل (بعضنا) وجه القباحة فما زكر أنفصال البلد الا وتزكروه به وهو يحسبه فخرا ولكنه الي (التخوين ) أقرب وما أمر أولئك برشيد . بدأ الربيع العربي بأنفصال الجنوب أسميا ثم تتالت الأحداث أنتفاضة تونس و تتابعت الأحداث بأنتفاضة مصر والتغيير فيها ثم بليبيا وماجري فيها من تدخل دولي بمباركة العرب أسفر عن تغيير ملموس في سلطان الدولة ولكن علي الأرض لاتزال حروب القبائل مستعرة والحرائق والأنفجارات تغزو المدن الكبري من حين لآخر ولكنه بمقياس الواقع (تغيير) له تبعاته والسنين كفيلة بالتطور الي الأحسن وأزالة وكنس كل مخلفات النظام البائد .وكذا في اليمن ولاتزال محاولات التغيير تراوح مكانها في سوريا . في واقعنا قد يستبعد كثيرون رياح (الربيع العربي) علي بلادنا بدواعي شتي وحتي علي مستوي القيادة يعمد بعضهم الي أن الربيع العربي بدأ من السودان وبلتالي فأن هبوب مثل تلك الرياح قد يعد مستحيلا بعض الشئ ولكن الأحداث التي تجري حوالينا قد تمهد لحدوث الربيع العربي فليس شرطا أن يأتي الربيع بالثورات وبخروج الناس ولتظاهرات الغاضبة وأنما يكون بأشياء أخري فقد أنفصل الجنوب تماما وظننا بفكرنا (المحدود) ان سنلحق بركب التنمية ويتنزل الرخاء علي بلادنا ولكن أتضح العكس فقد أثر الأنفصال علي أقتصادنا تماما ماجعل الأقتصاد ينهار قليلا ودخول (إسرائيل ) حيز المعركة التي قد تجعل من أنصراف الناس لقضايا (النفط) دافعا لها للتفكير بشأن (المياه) التي لانزال نغفل أمرها . و القضايا الشائكة بين الدولتين وأستفتاء دارفور الأداري الذي له مابعده والذي تم برعاية قطرية تجاوزته الدولة الصغيرة الي أنعاش الأقتصاد بقرض ضخم كل ذلك يجعل من جمائل تلك الدولة دافعا لنا لموافقتها في كل خطواتها الرامية لإحداث التغيير الذي تنشده بعيدا عن كل رأي من شأنه أعمال العقل فيه والنظر فه بتأني الذي يجعلنا نتنبأ بشئ من الهواجس مايرسمه لنا المستقبل وماتحمله لنا الأيام . وعندما نفكر ونربط بين الأحداث بتجميع خطوطها فهي أشبه ماتكون بتلك اللعبة التي تتشابك خطوطها ولكن يبقي هدفها واحد وأن أختلفت طرق الوصول وأن أدارة اللعبة قد تعمد الي الأشياء بأشباهها ومثيلاتها فقد بانت الأنتفاضة في تونس ومصر وأختلفت في ليبيا وتكاد تختلف تماما في سوريا وتكاد تصطبغ بألوان شتي ليست بالضرورة في رغبة الشعوب وأنما في رغبة المجتمع الدولي الشئ الذي يجعلنا نؤمن بحتمية ووصول الربيع العربي إالينا ولكن بصورة تكاد تكون مختلفة تماما عما عهدناه من قبل في واقعنا البعيد القريب .