[email protected] الفنانون يحرثون في أرضٍ خرسِ لا تُنبت زرعاً ولا كلأ لأهل السودان !!! فما فائدة الغناء بالله أفيدوني ؟؟ ولعلنا نعلم جميعنا أن الشيخ الوقور لا يناسبه لبس الراقصين ونعلم أن الغناء سُماً ناقعاً يستغله الفاسقون للهبوط على أفئدة بناتنا وشبابنا عنوة وإفراغ أرواحهم من حلقات التحفيظ فبالله متى خرج الشاب من حفل غنائي في الرابعة فجراً وذهب للمسجد رأساً .. لا والله إنه يذهب في نومة تُقعده عن أوجب واجباته تجاه مجتمعه ودراسته ناهيك عن صلواته .. لقد رأيت وشممت روائح الخمر من أفواه كبار الفنانين الذين ندعوهم بالقدوة والعمالقة في عِز هجير نهار أم درمان ؟؟ أستحلفكم بالله إن رأيتم أحد الدعاة المعروفين وهو يترنح من السُكر ؟؟ مالكم كيف تحكمون ؟؟؟ تخلت أمتنا عن مقومات شخصيتها وابتعدت عن مصادر قوتها فأصابها ارتكاس في ضعف وهوان وانهزمنا في دواخلنا فأضعنا العلوم وأهملنا التطبيق .. نقرأ الآية من القرآن ولا نتوقف عندها !! نُصلى أربع ولا ندري أثلاثة أم خمس ما صلينا ؟؟ نمنع بناتنا من الإستماع للفنانين ونأتي لندافع عنهم ؟؟ الإنسان أخي الصديق هو أساس بناء الأمة يهزل ويضعف عطاؤه يوماً بعد آخر بسبب هذا اللهو الذي يعده البعض لهواً مُباحاً !!!! الدولة لها باع كبير في هذه الإنتكاسة التي تمر على أهل السودان فهي تمنع المصاحف والدعم عن الخلاوي وتدعم المسارح والممثلين والفنانين توزعها عليهم دونما صكوك !! الإصلاح الجذري لمجتمعنا مسئوليتنا جميعاً فدعونا نجلس مع أنفسنا ساعة زمن نخلد فيها لصفاء الروح وميزان الضمير لنرى بمفحص القطاة كل تلك التعرجات والإنتكاسات التي ألمت بأمتنا وما زالت ؟؟ وقد ضربت الدولة على ذلك النسيج الحساس من عاطفة أهل السودان ب حبل قلسِ وتركت تلك الألسنة تشقشق كالبعران الهائجة وقد أفسدوا بذلك الأصغرين فينا ( القلب واللسان ) لحى الله أفعالهم فقد تركوا أهل بلادي في فقر مُدقع وبات الأغلبية طاوين بطونهم على حصير من رماد !! الفنانون يتمتعون بثروات هائلة جنوا من خلال هذه الأغاني أموالاً لا تُحصى وغالب الشعب يرى الأموال ترقد في أذن الأسد واكتسابها يُعرضهم للمخاطرة والمنافسة الغير شريفة والنوال لأهل الفن والفقر والجوع لبقية الشعب والزُمرة الحاكمة تستأثر بالبقية !! مالكم كيف تحكمون ؟؟ أجهزة الإعلام هي التي تروج لتلك المواد الغنائية وهي أجهزة فاسدة في الغالب أخذت من فوضوية الغرب وماديته الكثير وأرهقت ميزانية الدولة بعدم مواكبتها للأحداث وعدم تأثيرها في التنمية فآثرت تغطية ذلك العجز الواضح بشغل الناس عن فشل المشروع الحضاري بالغناء وتمجيد أهله ورفع أقدارهم بين عامة الشعب .. ولعل المؤمن فطن بسجيته ولا تفوت عليه مثل تلك الحيل فقد تفسخ النظام وتحللت قواعده فلم يُحسنوا تقدير الموقف ولم يغتنموا الفُرص ولم يتفاعلوا مع دعوتهم ولكنهم غرسوا في نفوس شبابهم أن البندقية هي لغة الحوار وقد أحدث ذلك شروخاً واضحة بينهم والمجتمع فنمت ذاتيتهم على حساب أهدافهم وسيتجاوزهم الزمن حتماً ؟؟؟