قراءة تانية الرياضة .. ( الفرجة ) والممارسة السر قدور أتابع كغيري تصريحات وأحاديث الأستاذين جمال الوالي رئيس المريخ والأمين البرير رئيس الهلال وهما يمثلان قمة الرياضة السودانية .. والأحاديث هدفها مواجهة التعصب وإشاعة الروح الرياضية بين جماهير المشجعين ، وتحقيق هذا الهدف لا يتحقق بالخطاب فقط وإنما باتخاذ الخطوات العملية من الناديين الكبيرين .. واول هذه الخطوات هو إتاحة الفرص لعدد اكبر من أعضاء وجماهير الناديين للانتقال من حالة ( الفرجة ) إلى حالة ( الممارسة ) . وبهذه المناسبة اذكر رأيا مهما للدكتور المرحوم احمد الطيب احمد وهو احد رواد الفكر السوداني قال في ذلك الرأي ان كرة القدم هي لعبة تنشر الوهم بين الجماهير بأنهم يمارسون الرياضة بينما هم يتفرجون فقط والذين يمارسون اللعب بمن فيهم الحكام لا يزيدون عن ثلاثين ويجلس ما يزيد احيانا على ثلاثين الفا يتابعونهم وربما سيصابون وهم غالبا يجلسون على مقاعد غير مريحة واحيانا بل وكثيرا على ( مصاطب ) الاسمنت فيصابون بإصابات الغضاريف والعمود الفقري وغيرها مما يسببه الجلوس الطويل غير المريح . واضافة الى ما قاله المرحوم الدكتور احمد الطيب فإن هؤلاء الذين لا يفعلون غير ( الفرجة ) تتحول الرياضة عندهم الى حالة ( صوتية ) فهم يصرخون واحيانا يشتمون ويكايدون ثم يسخرون من منافسيهم حتى يصل الامر الى مرحلة الشجار والعراك . والخبراء في مجتمعات عديدة أدركوا ان توسيع قاعدة الممارسة للالعاب الرياضية هي الطريق المؤدي الى نشر الروح الرياضية بين الجماهير والوصول الى السلوك المثالي بين المشجعين .. وتوسيع قاعدة الممارسة ليست مسئولية الهلال والمريخ والاندية الاخرى فقط بل انها وبالدرجة الاولى مسئولية وزارة الشباب والرياضة ولعلنا نذكر انه كانت هناك مسابقات في كرة القدم بين المصالح او ما يسمى كأس ( هنفري ) وكانت تتبارى عليه فرق المصالح الحكومية وكان احد المنافسات القوية . وعلينا ان نفكر في استعادة مثل هذه المنافسات ولابد من التفكير في تنظيم المنافسات بين طلاب الجامعات لا في كرة القدم فقط بل في جميع الالعاب وكذلك تنظيم المنافسات بين طلاب الثانوية والمعاهد العليا .. ولعل وزارة الشباب تسارع بتكوين هيئة لتنظيم هذا النشاط بالتعاون مع وزارتي التعليم . اما بالنسبة للاندية وفي مقدمتها الهلال والمريخ فإن مساهمتها في توسيع قاعدة الممارسة وفتح الابواب امام الشباب للمشاركة في الالعاب المختلفة فانها تحتاج الى ان تجد المعاونة من الدولة .. وأكبر معاونة تقدمها الدولة للاندية هي ان تمنحها مساحات الاراضي التي تمكنها من اقامة الملاعب التي تستوعب لا كرة القدم فقط بل وكرة السلة والكرة الطائرة وكرة المضرب والسباحة والالعاب الاخرى . ان توفير الارض لاقامة الملاعب هو الخطوة الاولى لتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية وهذا ما يجب ان تتعاون على تحقيقه ولاية الخرطوم مع وزارة الشباب والرياضة وقيادات الاندية .. وتحقيق هذا الهدف سيمثل خدمة جليلة للشباب الذي سيخرج من الدروب المعتمة الى الساحات المنيرة . الراي العام