بالمنطق غلطان الهواء..!!! صلاح الدين عووضة [email protected] * قبل مصرع عوضية برصاص الشرطة - بيومين - علمنا أن جهات شرطية عليا عاتبة علينا بسبب طرقنا المستمر على مسألة (الرصاص!!) هذه.. * و(عوضاً!!) عن الغضب من كلمة الحق كان على الشرطة أن تتخذ من التدابير ما يحول دون مقتل (عوضية!!).. * فنحن لسنا ضد الشرطة.. * ولكنا ضد أن تقتل الشرطة المواطنين برصاصها الحي.. * فهل (غلطنا في البخاري!!) - نحن - إن طالبنا الشرطة بالنأي عن اسستخدام الذخيرة الحية ب (سبب وبدون سبب!!)؟!.. * وعوضية هذه راحت ضحيةً لرصاصات شرطية (بدون سبب!!).. * وكذلك شهداء أمري وكجبار وبورتسودان.. * ثم شهداء أمثالهم كُثر في أنحاء البلاد كافة.. * وعقب كل حادثة من الحادثات هذه تُشكل لجان تحقيق لا ترى نتائجها النور أبداً.. * فهي محض لجان (تخدير!!)، وليست بلجان (تحقيق!!).. * وحادثة الديم هذه - (بالذات) - كانت (أتفه) من أن تُستخدم فيها خيول (السواري!!) دعك من الرصاص الحي.. * وبيان الشرطة نفسها - والذي اعتذر عنه والي الخرطوم - يبين الحقيقة هذه أكثر من محاولته البحث عن (مبررات!!).. * فقد أشار البيان هذا إلى أن الذين استهدفوا دورية الشرطة هم من منازل (ثلاثة!!) فقط.. * طيب؛ هل سكان بيوت ثلاثة يشكلون خطراً على أفراد دورية شرطية إلى درجة الاستنجاد بقوة أكبر؟!.. * ثم لا تجد القوة هذه بداً من استخدام الذخيرة الحية لإحتواء الموقف؟!.. * ثم تصادف الرصاصات هذه التي أُطلقت (في الهواء!!) - حسب بيان الشرطة المذكور - عوضية وهي (تقفز في الهواء هذا!!) لتصيبها؟!.. * وبمناسبة حكاية الطلقات (الهوائية!!) هذه وجهت محكمة جنايات الخرطوم شمال - يوم الأول من أمس - تهمة القتل العمد لشرطيين قالا إنهما أطلقا الرصاص (في الهواء!!) فأصاب المجني عليه.. * ومن قبل - في أحداث كجبار - قفز نفرٌ من المتظاهرين (في الهواء!!) ، دونما سبب، ليصادفوا رصاصاً حياً أطلقته الشرطة (في الهواء!!)... * فهواء السودان - فيما يبدو - مليء ب (حوائط صد!!) غير مرئية تجعل الرصاص يرتد منها نحو (الأسفل!!).. * وفي الحالة هذه نرجو من شرطتنا استخدام البديل (المطاطي!!) حتى إذا ما صادف (مطباً هوائياً!!) لم يؤذ أحداً من (الأبرياء!!).. * ولا أظن أن شرطتنا (يرضيها) أن يتسبب رصاصها (الحي!!) في إزهاق أرواح (أبرياء!!).. * ولو أنها أخذت بنصائحنا التي أسديناها لها كثيراً لما صارت (حبة!!) أحداث الديم (قبة!!).. * ولما أصاب رصاصها الحي رأس عوضية؛ رغم إيماننا بالقدر.. * ولما أُضطرت الى إصدار بيان من شاكلة بياناتها التي تشير الى (الهواء!!) ليعتذر عنه والي الخرطوم أمام أسرة الفقيدة.. * ولما بثت قناة "العربية" تقريراً تقول فيه أن قائد دورية الشرطة هو الذي كان (مخموراً!!).. * فإن لم تفعل ذلك - شرطتنا - فأخشى أن تندثر عبارة (غلطان المرحوم!!) الشهيرة - عما قريب - لتحل محلها عبارة مستحدثة.. * عبارة فحواها: (غلطان الهواء!!!!).