بشفافية حواء جنقو.. قسيسة أم كوزة؟! حيدر المكاشفي ٭ عندما وقع بصري لأول وهلة على صورة فتاة تبدو من ملامحها وتقاطيع وجهها ولونها (الاخدر) والثوب الذي ترتديه والخمار الذي تضعه على رأسها أنها سودانية مية المية، وهى تتوسط هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أميركا وميشيل أوباما زوجة الرئيس و سيدة أميركا الاولى، قلت في نفسي (الله الحشر الكوزة دي هنا شنو)، هل هذه وزيرة إنقاذية جديدة كلفوها بملف العلاقات الاميركية السودانية، أم تراها إحدى (أخوات نسيبة الابدعن) كانت في معية الاستاذة أميرة الفاضل وزيرة التنمية والرعاية الاجتماعية في زيارتها الاخيرة لاميركا وارادت أن توثق لزيارتها التاريخية هذه وتدلل على علو مكانتها بالتقاط هذه الصورة الخطيرة، وهكذا دائماً العين تقع أول ما تقع على الصورة قبل النص وعلى العنصر الملون قبل الخالي من اللون وعلى الكبير قبل الصغير كما يقول الفنيون، ولكن بعد إطلاعي على النص المصاحب للصورة ووقوفي على جلية أمر هذه الفتاة، جاء تعليقي هذه المرة مختلفاً إذ قلت في نفسي (اللهم لا اعتراض على حكمك وقدرك لك الحمد على كل حال) ثم إستطردت كمن يحادث نفسه، أليست هذه حواء جنقو التي قيل لنا أنها تنصرت وترقت في مدارج النصرانية حتى أصبحت قسيسة، ماذا دهاها وما الذي جرى لها فجعلها هكذا، لا تلبس زي القسيسات المعروف فحسب بل وترتدي بدلاً عنه لبس الكوزات، كل شيء ما خلا الله باطل وليس هناك حقيقة ثابتة إلا وجهه تعالي، تمتمت شفتاى بهذا القول بينما كانت الذاكرة تستعرض شريطاً لبعض من بدّلوا مواقفهم السياسية من اقصى اليسار الى اقصى اليمين وبالعكس، من كان شيوعياً فأصبح أخاً مسلماً ومن كان أخاً مسلماً فصار أخاً للشيطان، ومن كان مسيحياً فأسلم ومن كان مسلماً فصبأ وإرتد، كل ذلك جائز بل هو حادث فعلياً ولا غرابة فيه، وإنما الغريب ان يرموك ويتهموك بما ليس فيك لدرجة لا تجعلك ترتد عن دينك فقط بل تنصبك قسيساً ذو مهابة ومكانة واتباع وحواريين في الدين الآخر، كما حدث مع حواء عبد الله محمد صالح الشهيرة بأسم (حواء جنقو). صورة السودانية التي خدعني زيها يا سادتي فحسبتها كوزة، كانت للاستاذة حواء جنقو بعد نيلها عن جدارة واستحقاق جائزة أشجع إمرأة في العالم لهذا العام ضمن تسع نساء أخريات من مناحي مختلفة من العالم، وهى الجائزة التي درجت وزارة الخارجية الاميركية على منحها سنوياً لعشرة نساء من مختلف أنحاء الدنيا تقديراً لشجاعتهن واعترافاً بدورهن في الدفاع عن قضايا حقوق الانسان والمرأة في بلادهن رغم الظروف القاهرة التي عرضت حياتهن للخطر، ونشهد ان الناشطة السودانية حواء جنقو قد تعرضت حياتها للخطر جراء عملها الانساني الذي كانت تؤديه داخل معسكرات النزوح اضافة الى عملها كمترجمة في بعثة الأممالمتحدة بدارفور، وذلك حين لم ترضى السلطات عن هذا النشاط الذي كانت تؤديه حواء عن قناعة وبتفاني وإخلاص، فسارعت الى اعتقالها وتدبيج قائمة من التهم الخطيرة لها أى واحدة منها كافية لاعدامها شنقاً مع الصلب، غير ان اكثر تلك التهم غرابة كانت تلك التي صيّرتها قسيسة او راهبة لا ادري، تنشط في تنصير أطفال دارفور وتلقنهم تعاليم المسيح، ولإثبات هذه التهمة نُشرت لها صورة وهى تضم الانجيل الى صدرها، علماً بأن التطور التقني قد جعل من المتاح جداً رد التهمة الى ناشرها ليس بنشر صورة له وهو يحمل الانجيل فقط بل ويلوح بالتوراة والزبور كذلك.. المهم أنني وبناء على ذاك الاتهام وبينما كنت أنتظر ان ارى صورة قسيسة حقيقية إذا بي أمام صورة ل(كوزة) الخالق الناطق و... و(فبهت الذي كفر)..... الصحافة