بشفافية حواء جنقو أم ديجانقو؟! حيدر المكاشفي في الأنباء والعهدة على وكالة «إس إم سي» أن السلطات المختصة قد ألقت القبض على امرأة دارفورية اسمها في الأوراق الثبوتية حواء عبد الله محمد صالح، واسم الشهرة «حواء جنقو»، ويعرّف خبر (إس إم سي) هذه المرأة بأنها سياسياً تنتمي لحركة عبد الواحد، وتتولى فيها منصباً رفيعاً هو المسؤولة التنظيمية الأولى في المكتب العسكري لهذه الحركة، ومهنياً تعمل كمترجمة ببعثة اليوناميد، ويمضي الخبر ليرص لنا قائمة من التهم أشبه ب «منيو» المطاعم بجامع اختلاف التشكيلات والأصناف والأنواع في كلٍ، فيقول عن التهم التي دفعت بالسلطات لإلقاء القبض عليها إنها ضبطت متلبسة تمارس عمل القسيسات والراهبات وسط أطفال معسكرات النزوح لتعميدهم لصالح النصرانية ضمن مخطط تنصيري واسع يعمل ضد الإسلام بدارفور، وفي محاولة لإثبات التهمة اللفظية باتباعها بقرينة فعلية، نشرت لها صورة وهي تحمل نسخة من الإنجيل بيدها، ثم بعد أن رسم لنا الخبر صورة قسيسة ضالعة في التنصير، ومن أحد أقوال النصارى الشهيرة «إذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فأدر له الأيسر، إذا به ينقلنا مع هذه السيدة إلى خانة مغايرة تماماً للأولى تضعها في صف البلطجية والفتوات، فيقول انها شاركت في تنفيذ بعض الاعتداءات على العمد والمشايخ بالمعسكرات، بجانب التخطيط لمهاجمة بعض المنظمات الأجنبية، وهنا يصدق عليها وصف «بالنهار تسبّح وبالليل تضبّح» أي أنها تعمل قسيسة تقضي سحابة نهارها في تلقين الاطفال ترنيمة المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة، مجداً لساكن العلى قد وهب الابن لنا، إذ اخلى ذاته لنا وصائراً في شبهنا، في خطةٍ عظيمة تدبر خلاصنا»، ثم ما إن يزوى قرص الشمس ويتوارى خلف الأفق إلا وتجد حسب سياق الخبر ان هذه السيدة قد استدارت مائة وثمانين درجة، فتحولت من داعية الى «شرّامية» تقتحم المعسكرات وتنهال على المشايخ والعمد ركلاً ولطماً وضرباً، والخبر لم يقل لنا لماذا تفعل هذه السيدة بهؤلاء العجائز المسنين كل ذلك، ولكن لأن ليس هناك ضرب بلا سبب، نتطوع ونقول إنابة عن الخبر لا شك أن هؤلاء الهرمين من معارضي حركتها التي نذرت نفسها للنضال من أجلها، والأرجح انهم من مناصري الحكومة، وبحسب الخبر أيضاً فإن هذه «السوبر وومان»ت - «Super woman» على غرار «السوبرمان» لا تكتفي بدور الداعية ولا البلطجية، وانما تنخرط في نشاط آخر هو التخطيط للقيام بعمليات تخريبية أوسع وأخطر بكثير من مناوشات البلطجية المحدودة غير ذات الصدى والأثر، ثم انها الى جانب كل ذلك كما يقول الخبر ضالعة في عمليات ادخال عملات أجنبية لضرب عصفورين بحجر، دعم الحركة من جهة وتدمير الاقتصاد الوطني من جهة، ثم يفيدنا الخبر بما يشير إلى أنها تعمل أيضاً كضابط إتصال برئيس الحركة عبد الواحد نور... لم أجد في نفسي رغبة في الدخول في مجادلة حول صدقية هذا الخبر وما إذا كان صادقا أو كاذباً، منحولاً أو موضوعاً، حقيقياً أو مدسوساً، فقد اعتدنا كثيراً على مثل هذه الأخبار، يكفينا منها أن الدكتور الحاج آدم الذي كان مطارداً ومطلوباً للعدالة بتهمة قيادته لمحاولة تخريبية استهدفت اثارة الفوضى ونشر الاضطراب ونسف استقرار البلاد، هو الآن أمين الدائرة السياسية بالحزب الحاكم، وكذا الحال مع مبارك الفاضل ومجموعة من العسكريين وعلي محمود حسنين وغيرهم وغيرهم، بل ان الترابي الذي اعتقل أخيراً بتهمة مماثلة هو الآن حر طليق ولم يتعرض حتى لاستجواب. الذي استوقفني في هذا الخبر هو ان هذه السيدة الملقبة ب «حواء جنقو» اذا كانت فعلاً قد لعبت كل هذه الادوار ونفذت كل ما ذكره الخبر من عمليات، فإنها تستحق عن جدارة لقب «حواء ديجانقو» وليس جنقو، والفرق واضح بين ديجانقو الكاوبوي الأشهر والجنقو والذي هو مجرد قطعة قماش بالية ومهترئة عند الدارفوريين.. الصحافة