حواء جنقو..بين صورتين تقرير:خالد أحمد هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته صورة اولى اسمها في الاوراق الثبوتية حواء عبد الله الا أن اسم شهرتها "حواء جنقو" امرأة ببساطة مثيرة للجدل والحيرة في ذات الوقت فهي تحمل الكثير من الالقاب والتهم في ذات الوقت توزعت بين "المناضلة والناشطة السياسية" من جهة الا أنها في الجهة المقابلة تحمل لقب "العمالة والارتزاق ". اول ظهور "لحواء جنقو" في يوم السابع من شهر مايو العام الماضي كانت في شكل خبر صغير ملحق معه صورة "لحواء" تحمل فيه نسخة من (الانجيل) وتفاصيل ذلك الخبر تشير لسيل هائل من الانشطة الاجرامية التي تقوم بها "جنقو" حيث اتهمت حينئذن بالانتماء للمكتب السري العسكري لحركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور وقالت السلطات ايضا في تلك اللائحة أن "جنقو" ضبطت متلبسة تمارس عمل القسيسات والراهبات وسط أطفال معسكرات النزوح لتعميدهم لصالح النصرانية ضمن مخطط تنصيري واسع يعمل ضد الإسلام بدارفور، بجانب ذلك كله ألحقت بها تهمة تخطيط وتنفيذ بعض الاعتداءات على العمد والمشايخ بالمعسكرات، بجانب التخطيط لمهاجمة بعض المنظمات الأجنبية بالإضافة إلى إدخال عملات أجنبية مزيفة لدعم حركة عبد الواحد بهدف تدمير الاقتصاد الوطني ودعم الحركة. هذه المرأة التي تسكن معسكر ابوشوك بولاية شمال دارفور كانت تعمل في ذات الوقت مترجمةً لدى البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور (اليوناميد) وهي ذات الجهة التي مارست العديد من الضغوطات من اجل اطلاق سراح "جنقو" وهذا ما تم بالفعل حيث اطلق سراحها لاحقا من كل تلك التهم التي لو تمت محاكمتها بها لوصلت عقوبتها لحد الاعدام أو السجن المؤبد وبعدها خرجت حواء لتواصل عملها باعتبارها ناشطة سياسية ومدافعة عن حقوق المرأة في اقليم دارفور الا أن هذا الحادث ابرزها وجعل منها تحمل لقب "مناضلة" خاصة في نظر المعارضين لنظام الانقاذ. صورة ثانية اول امس ضجت المواقع الاسفيرية بخبر صغير مصحوبا بصورة بطلتها بالتأكيد حواء "جنقو" ذاتها تتوشح بالثوب السوداني حيث ظهرت بصحبة كل من السيدة الاولى للولايات المتحدةالامريكية ميشيل اوباما ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لتتسلم جائزة اشجع نساء العالم ضمن 10 نساء من مختلف انحاء العالم وهذه الجائزة تمنح سنويا ل10 نساء الأكثر شجاعة في قضايا المرأة والطفل من قبل الخارجية الامريكية - مكتب السفير المتجول لقضايا المرأة في العالم. وتعتبر "جنقو" التي تحمل درجة البكلاريوس في اللغة الانجليزية السودانية الوحيدة التي تفوز بتلك الجائزة وهي تسلمت هذه الجائزة تكريما لأدوارها في الدفاع عن المرأة والطفل داخل وخارج معسكرات النزوح واللجوء. حواء جنقو التي قالت في خطابها إن الازمة في دارفور ما تزال مستمرة لدرجة انها طالبت بتدخل قوات اممية (حلف الناتو) لحماية المدنيين في دارفور بجانب حث المجتمع الدولي على جعل العمل الانساني من اولويات قضاياهم والتعليم السودان (خاصة تعليم النساء) والعديد من القضايا السياسية والاجتماعية التي تناولها الخطاب يوضح الرؤية السياسية "لجنقو" لكيفية حل ازمة دارفور وهذا قد يواجهه في الجانب الحكومي الاتهامات السابقة التي وجتهها الحكومة للعديد من النشطاء بالقول انهم يعملون فقط من اجل اسقاط النظام ومن اجل اجندات دولية واجنبية الا أن اولئك النشطاء ينفون الامر ويقولون انهم قد يختلفون مع النظام الا انهم يعملون من اجل بلادهم ومصالحه، وفي هذا يقول الناشط في مجال حقوق الانسان ازهري الطيب ل(السوداني) إن هنالك العديد من النشطاء يعملون من اجل مساعدة بلدهم الا أن النظرة الحكومية لهم دائما تكون في خانة التخوين والتآمر الا انه اشار في ذات الوقت الى أن البعض من النشطاء يقومون بأفعال ونشر معلومات قد تكون كاذبة فقط من اجل تشويه وجه الحكومة الا أن هذا الامر لا يعني كل النشطاء يتآمرون ويتجسسون على بلادهم من اجل الدول الاجنبية، معتبرا نيل حواء جائزة اشجع النساء في العالم انتصارا للمرأة السودانية وخاصة في اقليم دارفور باعتبارها اكتوت بنيران الحروب والتشريد. اما نائب امين الإعلام بالمؤتمر الوطني ياسر يوسف فأشار في حديث ل(السوداني) إلى أن الامر ليس ناشطين وناشطات ونيل جوائز وانما هو الاستنصار بالاجنبي ضد بلدك فهو يعتبر امرا مرفوضا، مشيرا الى أن مطالبة حواء جنقو بتدخل عسكري من قبل حلف الناتو في السودان يمثل قمة السقوط في معيار الوطنية، معتبرا أن باب المعارضة السياسية في السودان مفتوح ويمارس من قبل العديد من القوى السياسية الوطنية دون السعي للاستقواء بالقوى الاجنبية ضد بلدهم. وحول ما اذا كانت حواء جنقو ستتعرض للمحاسبة القانونية في حال عودتها البلاد، يقول يوسف إن القانون واضح في هذا الامر وندعو لتفعيله والالتزام به خاصة في حالة الاشخاص الذين ينادون بالتدخل العسكري للقوى الاجنبية في بلدهم لان هذا الامر يعد منافياً للوطنية. ما بين الصورتين ما بين الصورة الاولى لحواء جنقو وهي تحمل الانجيل ومتهمة بسيل من التهم والصورة الثانية التي ظهرت فيها في امريكا وهي "تحتضن " سيدة العالم الاولى ميشيل اوباما ووزيرة خارجية امريكا هيلاري كلينتون الكثير من الدلالات والمشاهد التي قد تسبب المزيد من الارباك والارتباك للكثيرين خاصة وفي الاذهان ما تزال قصة الصحفية لبني أحمد حسين عالقة فبعد أن تحولت قصتها مع "البنطلون" الي قصة دولية فبعد أن كانت مطلوبة للجلد بواسطة المحكمة اصبحت من اشهر النساء على مستوى العالم. وما بين (حواء ولبنى) يبقى الجدل دائرا حيث الحكومة تصنفهن في دائرة اعداء الوطن ويصنفهن الآخرون في خانة "المناضلات" ليبقى التاريخ هو الحكم الاخير.