[email protected] هل استيقظت يوماً من نومك ووجدت عدة أسئلة تحاصرك ؟ هل اندهشت للحظات عندما رأيت وجهك في المرآة وكأنه وجه صديق لم تراه منذ وقت طويل ؟ هل فكرت في كل أحداث الحياة وجغرافية البشر وسألت نفسك أين أقع ؟ عفواً أقصد بها هنا موقعك وليس وقوعك . إن مرت بك هذه الحالة فهذا دليل قوميتك ووطنيتك لا تندهش فهذا يعني أنك تنتمي جيدا للوطن العربي وأنك مصري صميم حتى النخاع لا تندهش ولكن لأن هذه الحالة لن تدوم معك طويلاً بل وقد تنساها لحظياً لو نظرت مرة أخري للمرآة وفكرت كيف تغطي الشعيرات البيضاء في رأسك وتعود لحنين أن يكون قميصك بداخل البنطال كأيام الصبا وتتوه وتتوه أسئلتك في زحمة الحياة وزحمة المواصلات . وفي جغرافيا الحياة أنت تقع في تلك المنطقة الوسطي المعلقة في الهواء التي لا ترتطم بالأرض ولا تطول السماء وقبل أنت تستغفر وتستعيذ وترهبك كلمة السماء كنت أعني أنك لم تسحل في الأرض ولكن هل تستطيع أن تقول أنك حققت أمانيك الخاصة والعامة فلقد عشت في مجتمعات يتميز فيها من يقترب من أحدي السلطتين سلطة الدولة بأحلامها القومية وتحرير أخر شبر في الوطن ثم اكتشفت أن حلم تحرير أخر شبر لن يتم لأن حريتك رهينة هذا الحلم وبقاء الشبر بل والأشبار تعني بقاء الديكتاتور الأملس الباقي للحفاظ علي تراب الوطن وسلامة أراضيه لدرجة تجعلك تتمني أن تكون تراباً وليس مواطن في الوطن ، كل هذا بمباركة ودعم من السلطة الدينية التي تحتضن بيديها الأرض والسماء وفي وسط كل هذه السلطات لم يتحقق سوي شيء واحد أن ضاع المواطن وضاع التراب ولم تتحقق مثالية الوطن ، ومن من قديم أبتكر الإنسان مقاييس ثابتة للقياس والوزن ومقاييس مجتمعية للقياس بين الأوطان أما نحن فمازالت مقاييسنا شكلية وأحكامنا تفتقد المنطق والحياد وزاد إجلالنا وذابت عقولنا مع القريبين من الله والقريبين من السلطة ، وادي بنا قياسنا الخاطئ لأن نحكم علي الشخص بقدر إيمانه وكأن الإيمان قابل للقياس وإن كان مؤمن فهذا شأنه الخاص جدير أن يصل به إلي الجنة لكن لا يصل به للحكم لأن النتيجة الحتمية لاختيار شخص قياساً بطول اللحية أو عدد شعراتها سيصل بنا للخذلان مع أنفه المجملة ، فلماذا نصر أن يذوب الكل في واحد وأن يكون الرئيس هو الوطن والواعظ هو الدين والجنة ، ونطحن بين حجري الرحى رئيس يدعو لترشيد الاستهلاك لمواطن لم يحصل علي ضروريات حياته في حين أصابت البنوك التخمة من أمواله وأموال أبنائه وواعظ يحدث الناس عن الزهد من سيارته الفارهة ويحثهم علي الرضا وقبول المرض والألم وقد يسافر للعلاج في الخارج من نزلة برد ، دعونا نحترم ما ميزنا الله به عن سائر المخلوقات دعونا نستخدمه ويكون هو أداة قياسنا عقلك الرئيس الفعلي لحياتك في إطار المثل والقيم الدينية والمجتمعية والأيمان عقل والشرف في العقل ويبدأ من العقل ونحن بصدد اختيار ينظم لنا أدوات الحياة وآليات المجتمع وليس تنظيم إيمان وآليات الوصول للجنة فلا هم بهذه المثالية والملائكية ولا المجتمع بهذه البشاعة ، والتنظير والكلام اللين سهل والحل ومعالجة الأمور هو الاختبار فكفانا من من لا يملكوا إلا وصف الموصوف وشرح المشروح فنحن نعلم أنه يجب أن نغسل التفاحة قبل أكلها ويجب أن نأكلها بيمنانا لانتهار أبائنا وأمهاتنا لنا عندما كنا نأكل بيسارنا وعانا منا الأعسر كثيراً لهذا السبب ولكن نريد أن نتعلم قانون الجاذبية الأرضية ونستفيد منه وارتقت المجتمعات وعرفت النظافة لا نريد أرشميدس يكلمنا عن فوائد الاستحمام بل يعلمنا قانون الطفو لأن هؤلاء لم يملكوا إلا جاذبية المناصب والطفو علي السطح بلا مقومات سوي أن منهم من كانوا أعوان السلطة وأدواتها ولازالوا يقوموا بنفس الدور وهم سبب تأخر نهوض المجتمع وسبب اختناق الثورة والثوار هم الذي سيجعلونك في نفس المنطقة المعلقة وإن زاد ت أحلامك لن تتجاوز إعلانات الأمل في زيادة الفحولة علي شاشة التليفزيون وكأنك أيضاً قبل هذه الإعلانات كنت في منطقة وسط من هذا الموقع . أصرخ الآن وقل.... أنا الرئيس.