نور ونار الحريات الأربع وقصة الكبش المذبوح مهدي أبراهيم أحمد [email protected] أهداني صديقي –الذي يأخذ موقفا (مجافيا ) للحريات الأربع- قصة ربما تصلح كمدخل لمقالتنا هذه ومفاد القصة يقول أن رجلا قد طاب له المقام بمنزل أهل زوجته وأخذ زمنا طويلا معهم وتصادف أن وجد منزلا جديدا وأحب أن يهاجر إاليه أستأذن زوجته فرحبت بالأمر ثم فاتح صهره في أمر الرحيل والرجل يري أن يذبح كبشا ويتخذ وليمة كبري يدعو لها الجميع أستحسن صاحبنا الفكرة ثم شرع في تنفيذها وتم المطلوب ورحل الرجل من منزل الأسرة ثم كانت مدة من الزمان ساءت بعدها حالة صاحبنا وباع كل مايملك وأحب الرجوع لمنزل أهل زوجته يسبقه شوق جارف ورغبة عارمة في أعادة مامضي من زكريات سعيدة مع الأهل والجيران ويفاتح الرجل نسيبه فيشير اليه برأيه أنه إذا أحب الرجوع فليتخذ كبشا فداء وليكون الرجوع علي رؤؤس الأشهاد تماما كما كان الرحيل من قبل . هذه هي حكاية صديقي في شأن الحريات الأربعة فهو يري أن الجنوبييين أذا ماأختاروا بمحض أرادتهم الأنفصال بنسبة كبيرة فاقت كل التوقعات وبترحيب المجتمع الدولي فلماذالا تكون العودة بذات الترحيب والإعلان وصديقي يستنكر علي الحكومة مسلكها وعلي –قوله- أين تنتهي مسيرة التنازلات من حكومتنا طالما أنها قد أعطتهم حق تقرير المصير ولم تستبقي شئيا أم أن مسيرة التنازلات هذه المرة كانت فوق طاقتهم فغابت التبريرات وأختفت المناقشات وتم أجبارهم علي فعل أشياء ليست من في نياتهم ولا في خاطر كل شعبنا . وتساؤلات صديقي أضحت تعتري عقول الكثيرين الذين أضحوا ينظرون للأتفاق من باب التنازلات التي تعطيهم الحق تماما في الطعن والتشكيك في جوهر الأتفاق وفي مقال لي سابق نأيت بنفسي عن النظر للأتفاق من باب العاطفة التي تبصر من الزجاجة الجانب المظلم فقط دون أمعان التفكير في الأتفاق وتقليبه علي جوانبه بغية الحكم الصحيح عليه سواء بالسلب أو الأيجاب . و تساؤلات صديقي قد باح بها جهرا صاحب منبر السلام العادل عبر البرنامج التلفزيوني والذي جعلت من عصبيته (البغيضة) تطغي علي جوهر الخلاف فبانت حقيقة الأتفاق وأن حاول هو مداراتها عبر تخوين أصحاب الأتفاق ووفد التفاوض ماجعل أصل النقاش يتجاوز العام الي الخاص تسبقه مطالبة صاحب المنبر لأصحاب التفاوض بالأنسحاب والأستقالة الصريحة . وكما أقول فأن تجاوز التفاوض قمين بحدوث التوترات وأعراض الأحتقان وظهور بوادر الحرب والتي لها تبعاتهامن غياب للأمن والأستقرار وإن يعشق بعضا منا رجوع نارها تضطرم أخري عبر تأجيجها ورمي الحطب عليها سواء كان عبر العزف علي لحن العنصرية ورفض التقارب من جديد وهو ماجعل خيار الحرب يغلب عبر ذلك الأعلام وصاحب المنبر يختلق علي رأس الدولة مالم يقل بتجييش الجيوش وتسيير المتحركات وعضو وفد التفاوض يستنكر أن يكون الرئيس قال هذا وهو الذي بعثهم وأمرهم بالتوقيع والإتفاق المطلوب والحقيقة تظل غائبة مابين أزدواجية القرار في المجالس والرسميات مابين الأعلام الأنفصالي الذي ينقل عن الرئيس شئيا لم يقله وعزف عليه الألحان ووفد الحكومة للمفاوضات الذي يأمره الرئيس بشئ أيضا . حملت الحريات الأربع بين الدولتين أكثر مما تحتمل وهي أتفاق إطاري يري وفد التفاوض إنه لايسري مالم توقع بقية القضايا الأخري في الأمن والنفط والحدود والهجمة المضرية علي الأتفاق يتحملها الأعلام الأنفصالي الذي ينظر أليه من باب النظرة العنصرية الذي ترفض أي رجوع بعد الطلاق البائن الذي لايجدي معه التواثق أوالمقاربة أخري وصديقي يربط الرجوع بذبح (الكبش) وأعلام المجتمع الدولي أخري بالرجوع والأوبة وبين رفض الأعلام الأنفصالي وأمل صديقي ضاعت حقيقة الحريات الأربع بكنهها وإطارها المطلوبين.