نور ونار الإنفصاليون ..الحرب أولها كلام.. مهدي أبراهيم أحمد [email protected] الأتفاقيات مع دولة الجنوب أضحت تجد من المعارضة العنيفة كما لو أنها تدخل في نطاق المحرمات فقد كانت الدولتان الي حد قريب دولة واحدة يسودها التعايش النبيل وتظلل أجنحتها كل معاني الأنتماء الي الوطن الواحد وأن كان ثمة تطرف حديث ينبغي أن نعزو تلك النعرة الي مواعين الأشخاص ولكن ليس الي عامة الشعب الذي تعايش معهم وآلمته ظروف السياسة حينها عندما قضت بوداعهم وأنفصالهم . وأتفاقية الحريات الأربع ينشط بعضهم في التعبئة المناهضة لها والرافضة تماما لأي تقارب من شأنه أن يعيد روح الوحدة من القواعد ومنابر المساجد عبر منابر الأشخاص تصبح مرتعا للطعن والتشكيك فيها فالجنوبيون قد أنفصلوا بحكم القانون وروح الأتفاق ولكن بحكم الوشائج والعلاقات لاتزال الروابط عامرة ولاتزال أخوة السنين أكبر من سنين الأتفاق وهم الأقرب وأن أراد بعض منا لهم الأبتعاد النهائي الي حيث دولتهم الجديدة وفرض العزلة عليهم جزاء بما أقترفته أيديهم بالتصويت للأنفصال . هو أتفاق إطاري مصيره الي التطبيق حتي يتم تطبيق نيفاشا علي الوجه الأكمل فقد تم الأنفصال ولب القضايا لايزال يكمن الشيطان داخلها ولو تتبعناها لرأينا ماتبقي فيها من برتكولات كان كفيلا بجلب التنازلات بغية الوصول الي حل هادي يضمن الأنفصال الحميم وأبعاد شبح الحرب وتكريس قيم التعايش النبيل التي تهدف الي كسر حواجز ثقافة الحدود وبالتالي تمتع المواطنون في كلا الدولتين بنفس الحقوق السابقة . والنظر العاطفي لتلك القضايا قد لايخدم قضايا الدولتين فنحن لم ننفذ من الأتفاق العام الا ثلثه وأن أسبغ بعضهم عليه الكلية بالأنفصال وحاجة الدولتين الي إكمال المشوار لابد أن يتبعها التفكير العميق والرغبة الأكيدة وتهئية الأجواء والإعلام المتزن الذي يحض علي التسامح وتقريب وجهات النظر بغية تجنيب البلدين المواجهة المباشرة أن كان عبر الحرب أو أي مواجهات أخري والذي من شأنه أن يجعل الوضع ممهدا لحدوث أشياء نعلم يقينا أنها لصالح المشروع الغربي الذي أفلح في جعل نيفاشا واقعا عجز عنه لعدد من السنين . وحتي النقد لتلك الأتفاقيات ينبغي أن يكرس لنقد الجوهر واللباب بعيد عن نقد القشور فقد أفلح التيار الأنفصالي من كسب ود الكثيرين -الذين باتوا ينتقدون من الأتفاق إطاره -عبر النفاذ من القشرة الخارجية وأستخدام سلاح العاطفة تماما كما أستخدموه قبل في جعل خيار الأنفصال بالواجب الشرعي الذي يقتضي التعجيل به حتي تسلم البلاد والعباد وبتر الجزء المريض حتي لاينتقل الأخري الي الأجزاء الأخري فيفسد الجسم فبتروه وأقاموا علي جدثه ذبيحة وليمة ،فتدهور الحال وساءت الأحوال ،أولئك حتما لاننتظر منهم التقارب والتأييد المطلق بل ننتظر منهم صب الزيت علي النار وإدخال البلاد أتون الحرب مستندين علي العنصريات وإثارة النعرات وذات الجناح المتشدد من عندنا قد يقابل بجناح متطرف من نخبة أولئك -وللنخبة تأثير كبير هناك- فلا نبصر سوي الرفض المطلق ودوامة التهديدات ومحاولة الضغط علي صناع القرار وبالتالي ضياع الأستقرار المنشود وسيادة التصريحات المتطرفة وبقاء القضايا العالقة كمسمار جحا تمهيدا للأحتقان وظهور بوادر الحروب وتعدد جبهات القتال . لم نعد نتوقع تقاربا في القضايا في ظل وجود تلك الكيانات الأنفصالية التي لاتريد أي تجاوبا مع أولئك والتي تريد أن تمسح أي مستقبل وماضي في شكل العلاقة بين الشعبين وطبيعة المنطق تقتضي التقارب والأتفاق كما قلت لايزال الشيطان يكمن فيه والعزف علي وتر العواطف والنعرات سينسف كل جهد مثمر ويفتح الباب واسعا أمام أحتمالات الحرب فقد أبكي نقد وتجريح أولئك لذلك الأتفاق (إدريسا) ولانتوقع من رفضهم له سوي دق الطبول وتجييش الحشود في أنتظار الحرب.