[email protected] هكذا كان وما يزال يروج الإسلاميون لإقصاء مخالفيهم وقتل أفكار خصومهم من الانتشار. كل من ضد الإسلاميين فهو شيوعي!. والشيوعي مفهومها البسيط لدى أي شخص معناها الكافر أو الملحد. فإذا كانوا كفار أو ملحدون فإنهم لم يشوهوا صورة الدين القويم كما شوهها المنافقون الذين يتاجرون بالدين ويلصقون أعمالهم الخبيثة وأفعالهم الدنيئة به. فالمنافقون فى الدرك الأسفل من النار. وقد بات معظم الناس يعرف ان الحركات الإسلامية أنشئت أساسا بواسطة المخابرات الغربية لمحاربة المد الشيوعي في الشرق الأوسط. أى تصفية حسابات صراع القوى العظمى وتلك أمة قد خلت. ولست هنا بصدد نقد هذا الحزب وأفكاره ويكفى أنه لا يدخل الدين فى كسبه السياسى. فإذا الشيوعية تقر بأنها فكرة وليست دين. فانه يرفع شعار محاربة الرأسمالية الطفيلية لتحقيق العدالة الاجتماعية عبر فكرة نهج المساواة لكل أفراد المجتمع. ففكرة التكافل الإجتماعى هذه من صلب الأفكار التي ينادى بها الإسلام أيضا. والآن أكثر من ستون عاما وكل يوم يكشف لنا الحقائق أكثر وأكثر، و الزمن كفيل بإنصاف من عاش على مبادئه، ولم يدخل الدين لأغراضه واستعطاف الناس وهو يثبت انه فعليا لا لدنيا قد عمل وقد كان عفيفا طاهر اليد والقلب واللسان، بل كان يعمل من أجل المجتمع وليس من أجل حزبه ولا فئة معينة. آن الأوان لكي يعي الناس أننا جميعا مسلمون إذا كنا علمانيين أو شيوعيين أو إسلاميين (كيزان، اخوان، سلفيين)، كلنا مسلمون ولا ألف لا لإقحام الدين في السياسة من أجل الكسب السياسي الرخيص. آن الأوان ليعرف الناس أن كل هذه ألقاب و تسميات ولا فرق على اسلامى او شيوعى إلا بالتقوى. وسبحان الله، أكتب هذه السطور ورد خبر أن إمام مسجد يتهجم على نقد وهو بين يدي ربه. فهذا ما زرعه الإسلاميون في مجتمعنا المسلم خلقا ودينا. فهذه مرحلة الخصومة وضيق الأفق التي وصلنا لها. حتى رحمة الله التي وسعت كل شيء يريدون أن يحدوها بجهلهم. ويكفى من عرف نقد أنه يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله. و هل يعلم الشيخ الجليل أن الويل للمنافقين والمصلين الذين يصلون و يؤدون الصلاة وهم لا يحضون على طعام المسكين ويمنعون الماعون بذلك يسهون عن صلاتهم. و ويل لمن كان مؤمنا فبات شبعان وجاره جعان، وويل لمن لم يسلم المؤمنون من لسانه ويده، وويل لمن لم ينصر المظلومين وتستر على الفاسدين، وويل لمن خاصم ففجر ونعت نده بأقذع ألفاظ السباب، وهل هناك أفظع من نعته بالكافر. حسبنا الله ونعم الوكيل. فآن الآون كى نعى ونفهم ان الإسلاميين استخدموا الشيوعيين كسلم ليتسلقوا على قلوب المجتمع ويلقوا بخصومهم السياسيين فى ساحة الإعدام أو منطقة الدروة لقتلهم. آن الأوان لوقف هذه اللعبة القذرة. فلنترحم ولنصلى على من فقدهم الوطن ونقرأ الفاتحة على أرواحهم جميعا. الذين ثبتوا على قيمهم وتمسكوا بمبادئهم فنالوا كل الاحترام من المجتمع. الشاعر حميد ناصر الغلابة والمظلومين والمساكين، الأستاذ محمد إبراهيم نقد الصادق في نضاله وحامل هم الوطن وغيرهم ممن لا نعرفهم ممن عملوا خلف الستار و رقدوا قبلهم بسلام خلف كواليس القبور. فكلهم ينتظرون نهاية مسرحية دنيا الخداع لتبدأ مرحلة الحقيقة وهم قد كتبوا لنا فصلا من النضال والثبات وأدب التعامل والعزم لنقرأه ونسير على دربه لبناء ما كانوا يحلمون به حدادي مدادي يسع الجميع. فهل لنا أن نكمل مشوار عملهم الصالح ونحقق ولو اليسير من حلمهم ونرسم ابتسامة على وجههم الكالح. فقد حضروا بعقولهم ولم ينصفهم أحد وحضروا بقلوبهم ولم يستوعبهم أحد ثم حضروا بأجسادهم ولكن لم يجدوا أحد. و الآن قد رحلوا لتبقى أرواحهم حاضرة لا تتقيد بمكان أحد إلا الأحد.