وجودك كان مطمنا ..ياحميد نورالدين محمد عثمان نورالدين [email protected] كان متزن ونبيل زيو وزي أى زميل قابض على الإصرار على يوم حيجي جميل هكذا كنا نشدو ونحن نحتفل فى جلسات الأنس بين الزملاء والرفاق إبتهاجاً بقدوم أحدهم من سفرة طويلة أو وداعاً له وكلنا نحلم بيوم جميل يوم تشهد فيه البلاد التغير نحو الأفضل ونحن نتغنى من الشارع بنتعلم من الشارع بنتكلم ونحلم برضو فى الشارع عن الأفضل وكلما ودعنا هرماً من إهرامات الوعى والإبداع والفكر بكت حناجرنا ألماً عليه وفقداً ولكن اليوم فقدنا حميد ملح الأرض وملح النضال ، حميد الذى ساهم فى تشكيل وجداننا ووجدان هذا الشعب بكلماته الصادقة جنباً إلى جنب مع شاعر وجدان الأمة محجوب شريف متعه الله بالصحة هذه الكلمات التى نمت وترعرعت لصدقها وتعبيرها عن الكادحين والبسطاء من أبناء هذا الشعب الجميل ، لم يترفع يوماً ولم يتكبر حميد كان وطن بداخلنا علمنا النضال ولحميد الفضل الكبير لنمو قوى اليسار والإشتراكية والتغير فى هذا البلد كنا نتماسك بشعره وكلماته فى أقصى حالات الكبت و القمع والإحباط ونحن طلاب ولنا مواقف لاتنسى فعشقى ومحبتى لجامعة أمدرمان الأهلية كعشقى لهذا البلد وهذا العشق تشكلت بداياته بكلمات الراحل ، وكنا نتشرف ونسمو عندما يتحدث الخصوم السياسيين همزاً ولمزاً عن الإستقطاب الذى كان يتم للطلاب عبر كتابات حميد لم لا وكل كلماته تعبر عن برنامج وعن فكر متقدم يعبر عن تطلعاتنا ونحن طلاب كما كان حميد يعبر عن العمال والموظفين والمزارعين وكل الطبقات الكادحة ، رحل بعد أن قدم وأوفى كان يصرخ من حقى أغنى لشعبى ومن حق الشعب عليا لا بيدك تمنع قلبى ولا قلبى كمان بيديا ، من حقى أغنى الطين المخرطة والطوريا للناس الصابرة سنين بالحالة الما دغريا ، القابضة الجمرة بإيدا والجمرة تلهلب حيا ، هكذا عبر هذا العملاق عن كل الكادحين والمتطلعين للحرية والتقدم ، كان كلما أصبنا بالإحباط من واقعنا نردد أشعار حميد فيعيد لنا الأمل ويعيد لنا الحيوية والنشاط لنعمل من أجل غد أفضل من أجل وطن يسع الجميع ، لم يتراجع عن أهدافه كان أصيلاً وشامخاً وثابتاً كالنيل والنخيل ، كان حميد وطن بكل ماتحمله الكلمة ورحيله المفاجئ هذا حقيقة فاجعة لم يكن يتوقعها الجميع فعمره بعمر إستقلال هذه البلاد ويوم رحيله كان عيداً ليوم الشعر فما أحلاه فى يوم مولده ويوم رحيله ، فطالما إختاره الموت ليلحق برفاق دربه فاليذهب وهو متوج بحب أبناء هذا الوطن طلاب ومزارعين وعمال وكل الكادحين ، فشعرك أيها العملاق سيبقى بدواخلنا دليلاً للحق والحرية ، وسلامات يا أحن الناس .. سلام ماسلمو العباد أواخر الليل قليبن حاس .. سلام والفيها شن بوفيها وإنت حجابى والوسواس .. سلام ماخش خيط النور على إبر النهار ومقاس .. مشاعر قلبى عن زرزور يلاوى الريح بلا أنفاس .. يلم الصور يسوي قصور وما من خرطة ما من ساس .. يسايسو الريح يساوموا صريح مع إنو جريح وما ينساس .. سلامات يا أحن الناس .. مع ودى ..