نقد ...( ربيع الحزن السوداني)!! حسن بركية [email protected] في يوم الخميس 22- 3-2012م أنطوت صفحة عامرة بالأحداث والمواقف والمنعرجات والمنعطفات والبذل والصفحة هي مسيرة الأستاذ محمد ابراهيم نقد في الحياة، حيث انتقل إلي الرفيق الأعلي لندن بعد صراع مرير مع المرض وبعيداً عن الوطن والأهل والأصدقاء،سيرة نقد السياسية بكل تفاصيلها معروفة للجميع من القطينة وحلفا ومروراً بحنتوب وجامعة الخرطوم ومرحلة الدراسة بتشيكو سلوفاكيا سابقاً و عبود ومايو الأنقاذ وحكاوي المعتقلات والمخابئ السرية ... الخ. رحلت أسرة نقد من مركز دنقلة – منطقة حفير مشو ( قرية الحفير حاج قرشي مار) – أسرة كسائر الآسر النوبية التي هاجرت إلي كل بقاع الدنيا، نزحت أسرة نقد من الحفير في عشرينات القرن الماضي حسب إفادات الكثير من أبناء المنطقة، وفي منطقة القطينة كان أبناء منطقة حفير مشو يشكلون غالبية البيوتات النوبية والدنقلاوية التي استوطنت هناك. وترجع جذور نقد إلي أسرة حاج قرشي مؤسس مسجد الحفير العتيق قبل حوالي 700 سنة تقريباً. ويعرف ب (جد المية) وحاج قرشي حسب إفادات الباحث عثمان عوض ماري هو مؤسس قرية الحفير الحالية وهو الجد الكبير لكل أبناء الحفير (العباسية وحاج قرشي مار) وبالتالي هو جد بكري حسن صالح وعبد الوهاب عثمان واسماعيل محمد قرشي عبد الباسط سبدرات و وغيرهم. وتضم منطقة الحفير أسرة نقد (عربي كرار) و(طمبل) (مانجل) وغيرهم ومن الأحياء الصغيرة التي النواة لتكوين منطقة الحفير الحالية, قرشي مار – كتي مار -... الخ. وتعني كلمة ‘‘ نقد‘‘ في اللغة النوبية –الدنقلاوية في المعني المباشر ‘‘ عبد‘‘ ولكن دلالات التسمية عند النوبيين تحمل نقيض المعني المباشر أو الترجمة الحرفية والطفل الذي يسمي ب ‘‘ نقد‘‘ هو طفل ذو نسب وحسب وتعني الكلمة نوع التدليل والتقدير وأنه سيكون صاحب شأن كبير في المستقبل ولذلك يكني ب ‘‘ نقد‘‘ او نقد الله وتعني ‘‘ عبد الله‘‘ وأسرة نقد أسرة أنصارية وكانت أسر دنقلاوية كثيرة هاجرت مع المهدي من دنقلا إلي أمدرمان مثل أسرة الأمير نقد الله وفاطمة أحمد ابراهيم. علي كل حال تلك محاولة لتقديم بعض الخلفيات الأسرية والثقافية للراحل محمد أبراهيم نقد وقطعاً كان نقد فوق الروابط القبلية والجهوية وكان ينتمي للسودان الكبير والعريض وقضي عمره في العمل من أجل قضايا السودان وهموم البلد وكان داخل التيار الذي كان ولازال مؤمناً بسودان حدادي مدادي وحر وشامخ وعاتي وديموقراطي. رحل نقد والحزب الشيوعي مطالب بالأجابة علي العديد من الأسلحة الملحة، قضايا كثيرة تظل سماء الوطن ولاتقبل التأويل والتأجيل والمماحكات،رغم أن كثير من الشيوعيين واليساريين كانوا ولازالوا علي خلاف مع مواقف وأفكار نقد إلا أن الجميع يقرون أن الراحل عاش فقيراً ولم يسعي إلي مراكمة الثورة وكان كل الطرق سالكة والنوافذ مشرعة أمامه ولكنه ظل وفياً لأفكاره ومواقفه ورحل محمد ابراهيم نقد وستظل أحلام وتطلعات الشعب السوداني في الحرية والديمو قراطية حية لاتموت ولاتعرف التراجعات والإنكسارات.