[email protected] في ظل الأزمة الوطنية التي عمقها مجيء نظام الإنقاذ عبر الإنقلاب العسكري، الذي أضاف عقبة جديدة لعقبات مرحلة الحكم الوطني، نتيجة لتعثر المسار الديمقراطي، بسبب الإنقلابات العسكرية، التي شكلت التحدي الحقيقي، أمام تطلعات شعبنا المشروعة، في إرساء ديمقراطية مستدامة، يرافقها استقرار سياسي، وسلام إجتماعي، وازدهار إقتصادي، تلفتت قطاعات واسعة من الشعب السوداني، وبينها الشباب، بحيرة وقلق في ضوء مؤاشرت المستقبل المجهول، نحو النخب السياسية لأكثر من عقدين من الزمان بحثاً عن إجابات لديها، ولعل من أبرزها وجود قيادة كارزمية، تجعل من هدف إستعادة الديمقراطية هدفاً مركزياً، ومن ثم إنتهاج خط سياسي يقود لتحقيق التنمية والرفاه، لكن للأسف قد خيبت النخب السودانية تلك التطلعات، مما جعل الشباب يشمر ون عن سواعدهم ويخرجون إلى ساحة النزال اخذاً لحقهم من مغتصبه ! وبالتوازي مع هذا الوعي الذي اظهره الشباب نحو القضايا الوطنية، جاء المؤتمر الأول الذي إنعقد في لندن، فى إكتوبر 2010 ، والذي إنبثقت عنه الجبهة الوطنية العريضة، إستجابة لحاجة البلاد لقيادة وطنية مجربة تشكل وعاءأً وطنياً جامعاً لكل المناضلين العاملين بصدق لإسقاط نظام الخرطوم، فكان الإختيار هو إنتخاب الإستاذ علي محمود حسنين وبالإجماع، رئيساً للجبهة الوطنية العريضة. ومن ذلك اليوم ظلت تعمل الجبهة الوطنية العريضة دونما هوادة تمهيداً لثورة وطنية شاملة تخرج الوطن من الظلمات إلى النور . ولتحقيق هذا الهدف مدت الجبهة أياديها لكل القوى الوطنية، وللنخب الوطنية الصاعدة، للعمل سوية لإسقاط النظام، الذى فتت الوطن، نتيجة أتخاذه من القتل والترهيب آلية لإخماد الاصوات المطالبة بحقوقها السياسية والاقتصادية، في الجنوب، الذي إنفصل، ودارفور التي مازالت غارقة في أتون الحرب، وأخيراً جنوب كردفان والنيل الازرق. وإدراكاً من الجبهة الوطنية العريضة لخطورة، هذا النوع من السياسات التي لا تقود إلا إلى المزيد من الحروب والتشظي، التي يدفع ثمنها الشباب، بخاصة الذين يلتحقون بالجيش، كمصدر للعيش، فيتم استخدامهم، ضد تطلعات السواد الاعظم من الشعب الذي يعاني الفقر والبطالة، لذلك راهنت الجبهة الوطنية العريضة على النضال الجماهيري بدلاً عن النضال المسلح، وعياً منها بأن السير في هذا الاتجاه، سيصب بالنتيجة في مصلحة النظام، واستراتيجيته التي اتبعها تجاه كل الحركات التي رفعت السلاح، فبدلاً من ان تكون نتيجة النضال المسلح، هي إقتلاع النظام من جذوره،حتى الآن أثبتت التجربة، أن معظم الحركات التي رفعت السلاح إنتهت الى طاولة الحوار والتفاوض مع النظام، الأمر الذي ينجم عنه إتفاق جزئي، يخدم أجندة الأطراف التي وقعته، بخاصة النظام، كونه نظام انتهازي، هدفه الأساسي البقاء في السلطة مهما كان الثمن، ولعل نتائج اتفاق نيفاشا خير شاهد. وفي ضوء نتائج الثورات العربية التي كشفت عن دور الشباب، في التغيير، كونهم القاعدة الأسياسة للثورة والمستفيد الأول، كان الرهان عليهم في مواجهة التحديات، والتي من أبرزها، التحدي للنظم الشمولية المطاح بها. ولعل شباب السودان، قد أظهروا وعياً وحضوراً، لافتاً، تجلى فى شعارات قرفنا وشرارة وشباب من أجل التغيير ، سيراً في درب النضال من أجل الحرية والكرامة ، فاتحين صدورهم غير هيابين لصلف النظام . وهاهو شباب حزب الأمة القومى يسير في ذات الاتجاه، تمثل في تصريحهم الصحفى، الذي عبروا فيه عن يائسهم في صيغ إنصاف الحلول التي ظلت تلوكها النخب السياسية التي خيبت ظن الشعب فيها لاسيما الشباب منهم، ومن ثم رغبتهم للتنسيق مع القوى الداعية لإسقاط النظام وعلى رأسها الجبهة الوطنية العريضة بقيادة المناضل على محمود حسنين وحركة قرفنا وشرارة وشباب من أجل التغيير . ونحن فى الجبهة الوطنية العريضة إذ نرحب بشباب حزب الأمة القومى فى خطوتهم الشجاعة هذه ، نمد أيادينا لجميع القوى التى تعمل لإسقاط النظام . فهلموا يا أبناء وطننا الغالى لنعمل متلاحمين من أجل الخروج من هذا النفق المظلم . دعونا نعجل بنهاية الطغاة الذين أراقوا الدم فى كل أرجاء السودان. دعونا نخط بأيدينا الغد الذى يحلم به الشباب وكل سودانى حر يرنو للحرية والكرامة والعزة. والجبهة الوطنية العريضة وهى ترحب بشباب حزب الأمة القومى تؤكد للجميع أنها على العهد وحتى يوم النصر. وتمد يدها للجميع للعمل لدحر الطغاة . وحتما ستشرق شمس الحرية