[email protected] الجبهة الوطنية العريضة هي ضرورة المرحلةلقد مضى على نظام الانقاذ وهو في سدة السلطة اكثر من عشرين عاماً، وهو جاثم على صدر الشعب، عبر إنقلابه المشؤوم، الذي غيب الديمقراطية خيار شعبنا الذي لا حياد عنه، وخرب مؤسسات البلاد العامة، السياسية والاقتصادية، تحت شعارات هلامية نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع وما حملته خطاباته ودعايته من وعود براقة لم يتحقق منها شيء حتى الآن. لقد فشل النظام فشلا ذريعاً في الملفات الاساسية والمهمة لشعبنا ،ومن ذلك ملف الحرب الاهلية وظروفها، بجانب تردي الخدمات العامة واستشراء الفساد الإداري في أجهزة الدولة و وازدياد معدلات البطالة, وإتساع مساحة الفقر. فهذه كلها ملفات فشلت طغمة الانقاذ الحاكمة بالكذب والنفاق والتزوير في اختراق أي منها على السواء، بل على العكس، تفاقمت إلى الأسوأ بصورة مطردة عما كانت عليه في الحكومات السابقة، الأمر الذي يؤشر بما لا يقبل الشك لملامح انحدار سريعة لسقوط هذا النظام في المستقبل القريب، ومن هذه الملامح ما يلي:فشل نظام الانقاذ في تحقيق الفيدرالية الحقيقية التي من شأنها ان تقنع شريكه الحركة الشعبية بالبقاء في دولة واحدة ، ليس هذا فحسب بل وسع رقعة الحرب الاهلية لتشمل اقليم دارفور، والاقليم الشرقي، وكردفان، بسبب سياسته الاقصائية والعنصرية، وليس هناك ما يؤشر على وجود نوايا حقيقية لتجاوزها ومن ثم معالجة هذه الملفات بصورة جدية حتى الان . لذلك يجد مقترح قيام جبهة وطنية عريضة ، كل الدعم والمساندة من جماهير شعبنا بكل تنظيماته في الداخل والخارج تجاوزاً لحالة اليأس والاحباط بسبب مؤشرات الانفصال وظروفه الموضوعية، وتهمة الإبادة الجماعية التي تلاحق رئيس هذا النظام التي جعلته حبيساً، يتوسل الدول ورؤسائها لاستقباله ولعل خفايا زيارة تشاد خير شاهد على عزلة النظام.لذلك السودان في أمس الحاجة لقيام جبهة وطنية عريضة تستجيب لتطلعات جماهير شعبنا في الحرية والديمقراطية وبناء تجربة فيدرالية حقيقية تكفل مشاركة حقيقية لكل اقاليم السودان بما فيها اقليم الجنوب الذي تدفعه سياسات هذا النظام للانفصال اليوم قبل الغد. انها ازمة الحكم ، التي تمر بها البلاد ، حكم الحزب الواحد المتحكم في السلطة والثروة التي اوصلت السودان الى هذا المصير المظلم حتى اصبح الوطن عرضة للبيع، في عهد طاغية تلاحقه ارواح الالاف من ضحاياه ولعنات الملايين من الجماهير . وفي ضوء وضوح مؤاشرت سقوط النظام يجب ان التفكير بكافة اوجه الوضع وتطوراته، وبالاخص تكوين صورة تفصيلية عما يجب ان يكون وما يتوقع ان يحدث، خصوصا ان النظام اصبح امام خيارين لا ثالث لهما، وهما، إما ان ينفتح على الشعب ويسلم السلطة للقوى الوطنية لتواجه تحديات المرحلة. او مواجهة ارادة الشعب التي اتحدت تحت راية الجبهة الوطنية العريضة ، وفي هذه الحالة يجب تأمين كافة مستلزمات النجاح، تجاوزاً لاخطاء الماضي سواء كانت بسبب الخطط التي وضعها النظام ، للتخريب، او جات بسبب سوء التقدير والتصرف من داخل الصفوف، ان كلمة السر الوحيدة التي تضعنا على طريق الثورة والانتصار لشعبنا وشهدائه، واكمال متطلبات الحصانة الوطنية، هي وحدة النضال من اجل وطن واحد قائم على اساس المواطنة التي هي اساس الحقوق والواجبات.في ضوء ذلك كله، لا مجال أمام قوى المعارضة السودانية غير رفع شعار التغيير الشامل، من خلال وحدة الهدف، تخليصاً للبلاد من هذه الطغمة الفاسدة، عبر وضع خطة نضالية محكمة ، تشارك فيها كل القوى السياسية، وآلية تنفيذ تستحضر كل تجارب النضال الوطني التي ثارت على عبود ، ونظام مايو وصولاً لمرحلة التغيير ومن ثم بناء تجربة سياسية معفاة من امراض الماضي، تحقق تطلعات جماهير شعبنا في وطن حدادي مدادي، وطن زاخر بثرواته وطاقات بنيه في كل اقاليمه السبع، تحقيقاً لمقترح الاستاذ علي محمود حسنين، وكل الشرفاء في ارض المليون ميل مربع، لتنطوى صفحة القبلية والعنصرية والطائفية والحرب واللا عدالة واللا استقرار الى الابد.