[email protected] قال الرئيس عمر البشير أن دخله من حواشته في السليت التي مساحتها ثمانية فدان أضعاف أضعاف مرتبه من رئاسة الجمهورية. أعتقد أن هذا غير صحيح إذ أننا نعلم أن مرتبه الشهري 9 ملايين وفق تصريحات سابقة لأحد القياديين في حزبه . فلنأخذ هذا الكلام بمعناه الحرفي .أضعاف أضعاف تعني أكثر من ضعفين على الأقل فلنقل ثلاثة أضعاف هذه يعني ان دخل الحواشة المعنية ذات الثمانية أفدنة هو = 324مليون جنيه ( 324الف بالجديد 12 x 27) فهل هذا معقول ؟ هل يوجد مزارع واحد في السودان ممن يملكون حتى عشرة فدان ويكون دخله في الشهر 27 مليون على الأقل؟ أي أكثر بثلاث مرات من دخل رئيس الجمهورية الشهري. المزارعون في جميع انحاء السودان سيقولون لا طبعاً . 27 مليون في الشهر ربما هو راتب كبار المستخدمين السودانيين بالخارج. وهذا النموذج في السليت الذي ضربه السيد الرئيس للناس فيه دعوة مبطنة لهم للعودة كي يزرعوا هذا إن لم ينضموا للجيش الجرار من العاطلين عن العمل حين يكتشفون بعد موسم زراعي واحد أن دخلهم من الزراعة لا يسوى ثمن المحروقات والمدخلات الزراعية ولا الأدوية لدى الإصابة بالأمراض المستوطنة بلهارسيا وملاريا وخلافهما .هذه الأخيرة لم يحسبها الرئيس فهو يزرع بالوكالة. الرئيس قال أضعاف أضعاف ونحن قصرنا الأمر على ثلاثة أضعاف فقط. فاين نجد شبيهاً لهذه المزرعة العجيبة ذات الافدنة دون العشرة في السليت التي تبيض ذهباً؟ علماً بان شريك الرئيس المعني في المزرعة المعنية لا يزرع افيوناً. مثل هذه التصريحات لا تؤدي ونعلن صريح معارضتنا لها لما فيها من مفارقة بينة للواقع ولما تسببه من احباط للعاملين كافة والمزارعين خاصة. كاتب هذه السطور ابن مزارع وقد كان والدي الراحل رحمه الله يباشر عمله طول اليوم في الحواشة تعباً في الصباح والعشي بينما يجني في آخر الموسم أكذوبة رطبة. ولا زال أخواننا الذين ورثوا حرفته يستعينون على العمل في الحواشات بمهن أخرى وبمداخيل بعض أبنائهم العاملين بالخارج والداخل كي يعيلوا أسرهم بالكاد. لا لا.. هذه المزرعة السيادية ليست استثناءً ولأسباب سيادية فقط نكف عن ضربها في التنك.