أحداث ومؤشرات د.أنور شمبال [email protected] الصحافة الورقية .. إلى أين؟! فقدت الصحافة السودانية الورقية، جزءاً كبيراً من بريقها، وتغلغلها في مجتمعات من يسمونهم بالمثقفين (حيث كانت الصحيفة في يد الشخص تعد علامة من علامات المثقف)، بعد أصبحت الصحافة واحدة من أدوات الإلهاء أو (الاستهلاك) السياسي ، وتجاهلها القضايا الخدمية أو القضايا الجوهرية التي تنهض بالبلاد واعتبارها مواد جامدة، بجانب كثرة مصادر الحصول على الأخبار والمعلومات ابتداءً من الموبايل، والراديو، والفضائيات، والانترنت، وغيرها من وسائل الاتصال التي تمكن من الحصول على الخبر كمعلومة، فيما تظل الحاجة إلى الشرح والتفسير والتحليل المؤدي للفهم الصحيح لما يجري من حولنا من أحداث ووقائع. فكم من قضايا كبيرة تم إثارتها وارتفع بموجبها توزيع بعض الصحف ثم فجأة، اختفت من صفحات الصحف، لتظهر قضايا أخرى يلاك الحديث حولها إلى حين ثم تنسى، وإلا ماذا تم بشأن سوق المواسير بالفاشر، هل انطوت هذه الصفحة بلا نتائج معلنة؟ وإلى أي نهاية كانت قضية المستشار القانوني مدحت؟ إلى أي نتيجة انتهت مشاكل وقضايا شركة الصمغ العربي المحدودة، والتي لعبت دوراً مشهوداً في الاقتصاد السوداني؟ ولماذا سكتت الصحف عن قضية شركة الأقطان، وقضية تقاوى زهرة الشمس؟ أين نتائج لجان التحقيقات التي تم تشكيلها بعد كل كارثة وقعت في هذه البلاد، بينها تحطم عدد من الطائرات، وسقوط العمارات، والقيم كذلك ؟!! ولماذا يصدر مجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية خطابات لرؤساء التحرير تحظر النشر في بعض القضايا؟ وإن كانت هناك ضرورة لذلك في فترة زمنية محددة، لماذا لا تخطر رؤساء التحرير بذات الكيفية بفك الحظر؟. لم يتوقف الحال عند هذا الحد بل هناك أوامر بإيقاف صحفيين عن الكتابة، ومضايقات، وتدخلات من كل فج من حيث تحتسب، ولا تحتسب، ولا توجد قواعد أساسية يحتكم عليها الجميع، وإن كانت موجودة فليس هناك من يحترمها كما هي القوانين في بلادنا، التي لا تجد التطبيق في الضعيف. أعتقد أن الإجابة على الأسئلة السابقة من قبل الجهات العليا المعنية بهذه المهنة مهمة، وأنها سوف تجعل الطريق سالكاً لعودة الصحافة السودانية إلى مجدها، ويحترم من يمتهنها، وتحترم من الجميع، وأقترح إقامة ندوة بهذا الشأن تقدم فيها أوراق عمل تدرس هذه القضايا بعمق، والخروج بنتائج تخدم هذه المهنة.. وإلا سوف تكون النتائج كما المقدمات.